6بلى لسنا في معرض الدفاع عن الوجود المقدس لهذه الشريعة السماوية فحسب،بل ابتغينا إزاحة اللثام و إماطة الخبث عن الدسائس الخبيثة التي تريد بالأمة الهلاك.
و قد قامت معاونية شؤون التعليم و البحوث بنشره،حتى يعم نفعه و يتعرف المسلمون على الشيعة عن كثب.
و الله تعالى من وراء القصد.
مبدأ التشيع و تاريخ نشأته
زعم غير واحد من الكتاب القدامى و الجدد:أن التشيع كسائر المذاهب الإسلامية من إفرازات الصراعات السياسية،في حين يذهب البعض الآخر إلى القول بأنه نتاج الجدال الكلامي و الصراع الفكري.فأخذوا يبحثون عن تاريخ نشوئه و ظهوره في الساحة الإسلامية،و كأنهم يتلقون التشيع كظاهرة جديدة وافدة على المجتمع الإسلامي،و يعتقدون بأن القطاع الشيعي و إن كان من جسم الأمة الإسلامية إلا أنه تكون على مر الزمن نتيجة لأحداث و تطورات سياسية أو اجتماعية فكرية أدت إلى تكوين هذا المذهب كجزء من ذلك الجسم الكبير و من ثم اتسع ذلك الجزء بالتدريج .
و لعل هذا التصور الخاطىء لمفهوم التشيع هو ما دفع أصحاب هذه الاطروحات إلى التخبط و التعثر في فهمهم لحقيقة نشوء هذا المذهب،و محاولاتهم الرامية لتقديم التفسير الأصوب،و لو أن أولئك الدارسين شرعوافي دراستهم لتاريخ هذه النشأة من خلال الاطروحات العقائدية و الفكرية التي ابتنى عليها التشيع لأدركوا بوضوح و دون لبس أن هذا المذهب لا يشكل في جوهر تكوينه و قواعد أركانه إلا الإمتداد الحقيقي للفكر العقائدي للدين الإسلامي و الذي قام عليه كيانه.
و إذا كان البعض يذهب إلى الاعتقاد بأن التشيع يظهر بأوضح صوره من خلال الالتفات و المشايعة للوصي الذي اختاره رسول اللهصلى الله عليه و آله و سلمخليفة له بأمر الله تعالى ليكون قائدا و إماما للناسكما كان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلمففي ذلك أوضح المصاديق على حقيقة هذا النشوء الذي اقترن بنشوء و تبلور الفكر الإسلامي الكبير،و الذي لا بد له من الاستمرار و التواصل و التكامل حتى بعد رحيل صاحب الرسالةصلى الله عليه و آله و سلم-،و الذي ينبغي له أن يكون الاستمرار الحقيقي لتلك العقيدة السماوية و حامل أعباء تركتها.
فإذا اعتبرنا بأن التشيع يرتكز أساسا في استمرار القيادة بالوصي،فلا نجد له تأريخا سوى تأريخ الإسلام،و النصوص الواردة عن رسولهصلى الله عليه و آله و سلم-.
روى أصحاب الصحاح و المسانيد نصوصا كثيرة في وصاية الإمام أمير المؤمنين،و إذا كانت تلك النصوص من القوة و الحجية التي لا يرقى إليها الشك،و تعد و بدون تردد ركائز عقائدية أراد أن يثبت اسسها رسول