5و قال أيضا:اثارة الاختلافات بين المذاهب الإسلامية من الخطط الإجرامية التي تدبرها القوى المستفيدة من الخلافات بين المسلمين،بالتعاون مع عملائها الضالين بمن فيهم وعاظ السلاطين المسودة وجوههم أكثر من سلاطين الجور أنفسهم،و هؤلاء يؤججون نيران هذه الاختلافات باستمرار،و كل يوم يرفعون عقيرتهم بنعرة جديدة،و في كل مرحلة ينفذون خطة لإثارة الخلافات،آملين بذلك هدم صرح الوحدة بين المسلمين من أساسه.
و هكذا فإن الصورة تبدو أكثر وضوحا عند قراءة سلسلة خطب الإمام الخميني و توصياته المستمرة إلى عموم المسلمين و خصوصا في مواسم الحج التي تشكل أفضل تجمع إسلامي تشارك فيه أعداد ضخمة من المسلمين و من شتى بقاع المعمورة في مؤتمر ضخم لا بد من أن يكرسه المسلمون لتدارس أمورهم و علاج مشاكلهم و مناقشة معتقداتهم،حيث أن الإمامرحمه اللهكان يواظب على اثارة هذه الأمور الحساسة و المهمة في حياة الإسلام و المسلمين،و لم يدخر في ذلك جهدا.
كما أن الإطلاع على فتاوى الإمامرضوان الله تعالى عليهيكشف بوضوح عمق توجهه إلى هذا الأمر الحيوي و الدقيق،و تأكيده عليه.
فمن توجيهاتهرحمه اللهإلى الحجاج نورد هذه الملاحظات المختصرة:قال:يلزم على الإخوة الإيرانيين و الشيعة في سائر البلدان الإسلامية أن يتجنبوا الأعمال السقيمة المؤدية إلى تفرقة صفوف المسلمين،و يلزم الحضور في جماعات أهل السنة،و الإبتعاد بشدة عن تشكيل صلاة الجماعة في المنازل و وضع مكبرات الصوت بشكل غير مألوف و عن إلقاء النفس على القبور المطهرة و عن الأعمال التي قد تكون مخالفة للشرع.
يلزم و يجزي(أي يكفي)في الوقوفين متابعة حكم القاضي من أهل السنة،و إن حصل لكم القطع بخلافه.
على عامة الإخوة و الأخوات في الدين أن يلتفتوا إلى أن واحدا من أهم أركان فلسفة الحج إيجاد التفاهم و ترسيخ الإخوة بين المسلمين.
و غير ذلك من الفتاوى المهمة التي ندعو جميع المسلمين إلى مطالعتها و التأمل فيها.
و على هذا الخط المبارك و اصلت الجمهورية الإسلامية مسارها في الدعوة إلى وحدة كلمة المسلمين بعد رحيل الإمام الخمينيرضوان الله تعالى عليهو أخذت تؤكد عليه في كل مناسبة و مكان على لسان قائدها سماحة آية الله السيد علي الخامنئيحفظه اللهو باقي مسؤوليها،و لم تدخر جهدا في العمل على اقامة هذا الأمر الشرعي المهم و الدفاع عنه،من خلال توجيهاتها المستمرة في هذا المنحى أو دعمها غير المحدود لكل الجهود المخلصة في هذا الميدان.
و أخيرا...فإن هذا الكتاب الماثل بين يديك أخي القارىء الكريمو الذي أبدع في اخراجه يراع أحد أساتذة جامعة مدينة قم العلمية،و هوالباحث القدير الشيخ جعفر السبحانيدعوة للتأمل ضمن الحدود التي أشرنا إليها في حديثنا،و هي بالتالي تعكس صورة صادقة عن حجم الهجمة الكافرة التي أرادت تمزيق الأمة و دفعها إلى التشتت و التشرذم،و بيان كم أخذت من مساحة واسعة في فكر هذه الأمة و معتقداتها.