4 المفجعة،فمن فلسطين مرورا بلبنان و افغانستان و البوسنة و الهرسك و الصومال و غيرها و غيرها مشاهد مؤلمة لنتائج هذا التمزق و التبعثر.
و إن كان من كلمة تقال فإن للجهود المخلصة الداعية إلى الالتفات إلى مصدر الداء لا أعراضه فقط الثقل الأكبر في توقي غيرها من المضاعفات الخطيرة التي تتولد كل يوم في بلد من بلاد المسلمين لا في غيرها.
و لا نغالي إذا قلنا بأن للجمهورية الإسلامية في إيران و مؤسسها الإمام الخمينيرضوان الله تعالى عليهالفضل الأكبر في تشخيص موضع الداء و تحديد موطنه.
و لعل الإستقراء المختصر لجمل توجيهات الإمامرحمه اللهطوال حياته و لسنين طويلة يدلنا بوضوح على قدرته التشخيصية في وضع يده على موضع الداء،و دعوته إلى الالتفات إلى ذلك،لا إلى الإنشغال بما عداه.
فمن نداء لهرحمه اللهإلى حجاج بيت الله الحرام في عام(1399 ه)قال:و من واجبات هذا التجمع العظيم دعوة الناس و المجتمعات الإسلامية إلى وحدة الكلمة و إزالة الخلافات بين فئات المسلمين،و على الخطباء و الوعاظ و الكتاب أن يهتموا بهذا الأمر الحياتي و يسعوا إلى إيجادجبهة للمستضعفين للتحرر بوحدة الجبهة و وحدة الكلمة و شعار(لا إله إلا الله)من أسر القوى الأجنبية الشيطانية و المستعمرة و المستغلة،و للتغلب بالاخوة الإسلامية على المشاكل.
يا مسلمي العالم،و يا أتباع مدرسة التوحيد رمز كل مصائب البلدان الإسلامية هو اختلاف الكلمة و عدم الإنسجام،و رمز الانتصار وحدة الكلمة و الإنسجام،و قد بين الله تعالى ذلك في جملة واحدة:و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا و الاعتصام بحبل الله تبيان لتنسيق جميع المسلمين من أجل الإسلام و في اتجاه الإسلام و المصالح المسلمين،و الإبتعاد عن التفرقة و الإنفصال و الفئوية التي هي أساس كل مصيبة و تخلف.
و قالرحمه اللهفي كلمة له مع و فد من كبار علماء الحرمين الشريفين(1399 ه):رمز انتصار المسلمين في صدر الإسلام كان وحدة الكلمة و قوة الإيمان.
لو كان ثمة وحدة كلمة إسلامية،و لو كانت الحكومات و الشعوب الإسلامية متلاحمة فلا معنى لأن يبقى ما يقارب مليار إنسان مسلم تحت سيطرة القوى الأجنبية،لو أن هذه القدرة الإلهية الكبرى تقترن بقوة الإيمان و يسيروا جميعا متآخين على طريق الإسلام فلا تستطيع أية قوة أن تتغلب عليهم.
و أكدرحمه اللهعلى مغزى سر انتصار المسلمين في صدر الإسلام الأول رغم قلة عددهم و تواضع امكانياتهم،و انكسارهم في الوقت الحاضر مع عظم امكانياتهم و كثرة عددهم بقوله :يا مسلمي العالم ما ذا دهاكم فقد دحرتم في صدر الإسلام بعدة قليلة جدا القوى العظمى و أوجدتم الأمةالكبرى الإسلامية الإنسانية،و اليوم و أنتم تقربون من مليار إنسان و تملكون مخازن الخيرات الكبرى التي هي أكبر حربة تقفون أمام العدو بمثل هذا الضعف و الإنهيار،أتعلمون أن كل مآسيكم تكمن في التفرقة و الاختلاف بين زعماء بلدانكم و بالتالي بينكم أنتم أنفسكم .