13 الثقلين و السفينة و كون أهل بيت النبي أمانا لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء،و سيوافيك تفصيل هذه الأحاديث الثلاثة.
فالأئمة الاثنا عشر المعروفون بين المسلمين،و الذين ينادي بإمامتهمالشيعة الإمامية،و الذين أولهم علي أمير المؤمنين و آخرهم المهدي تنطبق عليهم تلك العلائم،و من وقف على حياتهم العلمية و الاجتماعية و السياسية يقف على أنهم هم المثل الأعلى في الأخلاق،و القمة السامقة في العلم و العمل و التقوى و الإحاطة بالقرآن و السنة،و بهم حفظ الله تعالى دينه و أعز رسالته.
و أما ما ورد في بعض هذه الطرق أن:«كلهم تجتمع عليهم الأمة»فهو على فرض الصحة،فالمراد منه تجتمع على الاقرار بإمامتهم جميعا وقت ظهور آخرهم،وعلى فرض الإبهاملا تمنع عن الأخذ بمضامين الحديث.
هلم معي نقرأ ما ذا يقول غير الشيعة في حق هذه الأحاديث،و كيف يؤولونها بالخلفاء القائمين بالأمر بعد النبي الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم،و إليك نصوص كلامهم:
1-إن قوله اثنا عشر إشارة إلى عدد خلفاء بني أمية!!و أول بني أمية يزيد بن معاوية و آخرهم مروان الحمار و عدتهم اثنا عشر،و لا يعد عثمان و معاوية و لا ابن الزبير لكونهم صحابة،و لا مروان بن الحكم لكونه صحابيا أو لأنه كان متغلبا بعد أن اجتمع الناس على عبد الله بن الزبير،و ليس على المدح بل على استقامة السلطنة،و هم يزيد بن معاوية و ابنه معاوية ثم عبد الملك ثم الوليد ثم سليمان ثم عمر بن عبد العزيز ثم يزيد بن عبد الملك ثم هشام بن عبد الملك ثم الوليد بن يزيد ثم يزيد بن الوليد ثم إبراهيم بنالوليد ثم مروان بن محمد 42 .
و جوابه:أنه لو كان الرسول أراد هذا و لم يكن في مقام مدحهم فأي فائدة في الإخبار بذلك .ثم كيف يقول انها صدرت على غير سبيل المدح مع ما عرفت من السمات الواردة الصريحة في المدح مثل:«لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا قائما»،أو«أمر أمتي صالحا».و العجب أنه جعل أول الخلفاء يزيد بن معاوية بحجة أنه استقامت له السلطنة،مع أنه كيف استتبت له السلطنة و قد ثار عليه العراق في السنة الأولى،و ثار عليه أهل المدينة في السنة الثانية،و كانت مجموع أيامه مؤلفة من حروب دامية و قتل و نهب و تدمير لا يقربها صاحب ذرة من الشرف و الإيمان.
2-«إن المراد أنه يملك اثنا عشر خليفة بهذه السمات بعد وفاة المهدي» 43 و هذا من أغرب التفاسير،لأن الأخبار ظاهرة في اتصال خلافتهم بعصر النبي الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم،و لأجل تبادر ذلك في أذهان الناس سألوا عبد الله بن مسعود عن عدد من يملك أمر هذه الأمة.
3-ما نقله ابن حجر في فتح الباري عن القاضي عياض:ان المراد بهم الخلفاء الذين اجتمع عليهم الناس،و هم أبو بكر،و عمر،و عثمان،و علي،و معاوية،و يزيد،و عبد الملك،و أولاده الأربعة،الوليد ثم سليمان ثميزيد ثم هشام،و عمر بن عبد العزيز بن سليمان و يزيد،فهؤلاء سبعة بعد الخلفاء الراشدين،و الثاني عشر هو الوليد بن يزيد بن عبد الملك 44 .