11
3. كيف نستعين بالاسم لا بالذات؟
هنا سؤال وهو: كيف نستعين باسم الله، مع أنّ المستعان هو الله لااسمه، فيجب على كلّ مسلم أن يلتجئ إليه لا إلى اسمه، كما يدلّ عليه قوله سبحانه: ( وَ إِذٰا سَأَلَكَ عِبٰادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدّٰاعِ إِذٰا دَعٰانِ )، 1 فالمسؤول هو ذاته لا اسمه؟
ربّما يقال في الجواب عن ذلك: إنّ لفظة اسم زائدة، فكأنّ القارئ يقول: بالله أستعين، مكان: باسم الله أستعين.
يلاحظ عليه: أنّ القول باشتمال القرآن على الحروف الزائدة أمر غير صحيح حتى في قوله سبحانه: ( لاٰ أُقْسِمُ بِهٰذَا الْبَلَدِ) ، 2 كما حقق في محله، 3 فكيف القول باشتماله على كلمة زائدة وهي: اسم؟!
ويمكن أن يجاب بأنّ الاسم على قسمين:
1- علَم للشخص إذا أطلق ينتقل الذهن إلى المسمّى الخارجي دون أن يدل على أمر زائد. مثلاً إذا سمّي رجل باسم حسن أو جميل، فإذا أطلق يتبادر منه نفس المسمّى، سواءٌ أكان حسناً، جميلاً أم لا. والغاية كون الاسم سبباً للانتقال إلى الفرد الخارجي.