24فصدر الآية ينفي أي خالق غير الله يرزق الناس، وذيلها أعني قوله: لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ بمنزلة التعليل له ولا يصح تعليلاً إلاّ إذا أريد به ذلك المعنى السامي الملازم للشؤون، فكأنه يقول: إذا لم يكن إله - بهذا المعنى - فلا خالق يرزق الناس إلاّ الله.
2. رَبُّ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً. 1
إنّ صدر الآية يصفه سبحانه بكونه رَبُّ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ ، أي ربّ عالم الشهادة، ثم يأتي بقوله: لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ تعليلاً لما تقدّم، ولا يصحّ ذلك إلاّ بتفسير الإله بالمعنى السامي الّذي يدلّ عليه لفظ الجلالة، لكنه مجرّد عن العلَمية فيكون المعنى: إذا لم يكن خالق مدبر و...، إلاّ الله، فهو ربّ السماوات والأرض و... ثم عطف عليه قوله: فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً ؛ لأنّ اتخاذ الوكيل بمعنى إيكال الأُمور إليه من شؤونه سبحانه.
3. اَلَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ يُحيِي وَ يُمِيتُ ، 2 و كيفية الاستظهار هي نفس ما تقدّم في الآيتين المتقدّمين، فلا يصلح قوله: لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ تعليلاً لما سبق، إلاّ إذا أريد بالإله المعنى الإجمالي السامي الملازم للخالقية والرازقية والربوبية وغيرها، فإذا كانت هذه الشؤون منحصرة في الله سبحانه فله ملك السماوات والأرض.