19فإنّ اللفظين في الآيتين بمعنى واحد، وهو أنّ لفظ الجلالة في الآية الأولى خرج عن العلَمية وعاد إلى الكلّية والوصفية، ولذلك صحّ جعله مكان الإله في الآية الأُولى، وجيء بنفس لفظ الإله في الآية الثانية.
السابع: معنى «الإله» في تثليث النصارى
حكى القرآن الكريم عقيدة النصارى في الله سبحانه، وهي ما تُعرف بعقيدة التثليث، وتتلخّص في وجود ثلاثة أقانيم، هي: الأب، والابن، والروح القدس؛ أي أنّ هناك إلهاً أباً وإلهاً ابناً وإلهاً باسم: الروح القدس.
وهذا القول لا يخلو من أمرين: إمّا أن يكون كلّ واحد من هذه الأقانيم الثلاثة جزءاً يشكّلُ وجوده سبحانه وعندئذ تَصبح له شخصية واحدة ذات أجزاء، أو أن يكون كُلّ واحد منها ذا شخصية مستقلة.
وعلى كل تقدير فالجميع عندهم إله، يقول سبحانه: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قٰالُوا إِنَّ اللّٰهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَ قٰالَ الْمَسِيحُ يٰا بَنِي إِسْرٰائِيلَ اعْبُدُوا اللّٰهَ رَبِّي وَ رَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللّٰهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّٰهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَ مَأْوٰاهُ النّٰارُ وَ مٰا لِلظّٰالِمِينَ مِنْ أَنْصٰارٍ. 1