95البلاد الى الحرم وهو عن يمين المتوجه من العراق الى الكعبة أربعة أميال وعن يساره ثمانية أميال 1. .
فما حكي عن المفيد من أن. . الحرم قبلة من نأى. . فحاله حال سلار في مراسمه الذي بعد أن يذكر أن الكعبة لأهل المسجد والمسجد قبلة لمن نأى عنه. . والناس يتوجهون الى الأركان. . يقول: وتوجه الجميع إنما هو في هذه البلاد الى الحرم. .
وما ذكره عن الغنية فهو صحيح إذ لم يذكر أنّ الحرم قبلة من نأى عنه.
وقد قال الشيخ في المبسوط: المكلّفون علىٰ ثلاثة أقسام، منهم من يلزمه التوجه الى نفس الكعبة، وهو كلّ من كان مشاهداً لها بأن يكون في المسجد الحرام، أو في حكم المشاهد بأن يكون ضريراً، أو يكون بينه وبين الكعبة حائل، أو يكون خارج المسجد بحيث لا تخفى عليه جهة الكعبة. . . وقال أيضاً: «القبلة علىٰ ثلاثة أقسام، فالكعبة قبلة من كان مشاهداً لها أو في حكم المشاهد، والمسجد قبلة من لم يشاهد الكعبة، وشاهده أو غلب في ظنه جهته ممن كان في الحرم، والحرم قبلة من نأى عنه وعن الحرم 2. .
وفي التذكرة: «الكعبة القبلة مع المشاهدة إجماعاً» وعن النهاية: «إجماعنا على ذلك» . وفي كنز العرفان: «الإجماع عليه أيضاً» .
هذا هو القول الأول: إن الكعبة قبلة لمن كان فى المسجد الحرام، والمسجد قبلة لمن كان في الحرم، والحرم قبلة لأهل الدنيا ممّن نأى عنه.
الثاني:
وهو اختيار كلّ من ابن الجنيد وأبي الصلاح وابن إدريس والسيد المرتضى الذي يقول في ذلك:
القبلة هي الكعبة ويجب التوجّه إليها بعينها إذا أمكنه ذلك بالحضور والقرب، وإن كان بعيداً تحرّىٰ جهتها وصلّى الىٰ ما يغلب علىٰ ظنّه أنه جهة الكعبة، وهو