8حكوماتها عميلة، وضعيفة النفس، وشعوبها مضطهدة أو مغفلة، وعلماؤها ومثقفوها مصابون بالخوف والتغافل، وبحبّ البطر والراحة. . . وكانت النتيجة أن تبددت ثروات الأمة الإسلامية، وأصبح تعيين مكانتهم السياسية بإشارة القوى المستكبرة، وأن لا يحسب لعددهم وعدتهم حساب، وأن تحرم الأمة الإسلامية من قسم عظيم من إمكاناتها، وأن يستفيد أعداء الإسلام والمسلمين، من تلك الامكانات للاضرار بالإسلام والمسلمين بينما كان ينبغي أن تستفيد الأمة الإسلامية الكبرىٰ من كلّ ما تمتلكه من طاقات لاستحصال ما تستحقه من عزّة واقتدار.
إنّ الأوضاع الراهنة للعالم الإسلامي والحوادث والمحن التي أذاقت المسلمين القهر والمرارة، كمأساة فلسطين المغتصبة وافغانستان وغيرها. . ووضع الأقليات المسلمة في بعض البلدان الأوربية. . كلها شواهد ناطقة علىٰ هذه الحقيقة المرّة. .
فعليكم أيها الحجاج الكرام أن تجعلوا فريضة الحج مؤتمراً تتداولون فيه تلك المشاكل والمحن، وتتدارسون فيه أفضل السبل لحلّها ولتوعية شعوبكم بكل ذلك. .
فالأمة الإسلامية الكبرىٰ تعدُّ أكبر سندٍ للعالم الإسلامي وأن الشعوب المسلمة بوحدتها وتلاحمها وتفاهمها وبما فيها من ثرواتٍ طبيعيةٍ وخيراتٍ كثيرةٍ. . تذيب قلب كل مستكبر وتصم إذنه وتقصم ظهره. والحج هذه الفريضة المباركة، يعرض لنا مظهراً جميلاً ونموذجاً رائعاً لهذا السند العظيم.