266أخاه ظالماً أو مظلوماً، وأن يكون أفراد القبيلة يداً واحدة على من سواهم:
لا يسألون أخاهم حين يندبهم
في النائبات على ماقال برهانا
فالناظر الىٰ مجتمعات شبه الجزيرة العربية، سواء في ذلك المجتمعات القبلية البدوية أو مجتمعات الحضر التي تظهر على أوضحها في التكوينات السياسية الكبيرة، يجد أنها تشترك جميعا في عنصرين أساسيين:
العنصر الأول: عوامل التماسك التي تبدو وكأنها تشدّ المجتمع الىٰ بعضه.
والعنصر الثاني: عوامل الانقسام الطبقي التي تسير في موازاة العوامل الأولى.
عوامل التماسك:
وفيما يخصّ عوامل التماسك فإننا نجد عدداً واضحاً منها في التكوينات القبلية تهدف الىٰ إشاعة التماسك، حسب تصور معين في المجتمع القبلي، ومن هذه العوامل: عامل العصبية وعامل آخر مكمّل له وهو الثأر.
وتتولد العصبية القبلية عند الأفراد عن وعي أو غير وعي، وتستمر بتعاقب الأجيال على نمط عاطفة عميقة وفكرة ثاقبة. فهي بمثابة الرباط الذي يشدّ بطون القبيلة وأفرادها بعضهم الىٰ بعض، فيجعلهم يداً واحدة.
ولولا هذا الشعور لما كان في وسعهم أن يدافعوا عن أنفسهم ومصالحهم. فالعصبية القبلية بهذا المعنى هي البديل الذي لابد منه للرابطة القومية، ولكن في حيّزها المتطرف 1.
ويقترن بالعصبية القبلية عادة الثأر، إذ تقضي تقاليد البادية أن يطالب أهل المقتول بقاتله ليقتلوه به، وهو الأمر المعروف باسم (القَوَد) إلّاإذا رضوا بدية القتيل.
والدية تختلف باختلاف مركز القتيل من الناحية الاجتماعية، فالدية واجبة عن الملوك والزعماء، وتختلف عن دية الأفراد والصعاليك، ودية الصريح ضعف