22والحِجْر، والميزاب، والحَجَر الأسود، والحطيم، والمستجار، وكسوتيها الخارجة والداخلة، وشاذروانها، ومطافها، والمقام، والمنبر» .
ولنزيّن هذا الفصل بأحاديث المعصومين عليهما السلام:
روى محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله في أول كتاب الحج من «الكافي» في باب (بدء البيت والطواف) بسنده عن أبي عبداللّٰه عليه السلام عن أبيه عليه السلام قال:
«. . . أمّا بدء هذا البيت، فإنّ اللّٰه تبارك وتعالى قال للملائكة: إني جاعلٌ في الأرضِ خَليفةً 1فردّت الملائكة على اللّٰه عزوجل أتَجْعَلُ فيها مَن يُفسِدُ فيها وَيَسفِكُ الدِّماءَ 2فأعرض عنها، فرأت أن ذلك من سخطه فلاذت بعرشه، فأمر اللّٰه ملكاً من الملائكة أن يجعل له بيتاً في السماء السادسة يُسمى الضراح بازاء عرشه فصيّره لأهل السماء، يطوف به سبعون ألف ملكٍ في كلّ يوم لا يعودون ويستغفرون. فلما أن هبط آدم الىٰ سماء الدنيا أمره بمرمّة هذا البيت وهو بإزاء ذلك، فصيّره لآدم وذريته كما صيّر ذلك لأهل السماء. . .» 3.
وبسنده عن أبي خديجة قال: «إن اللّٰه عزوجل أنزل الحجر لآدم عليه السلام من الجنة، وكان البيت دُرّة بيضاء، فرفعه اللّٰه عزّوجلّ الى السماء وبقي أسّه وهو بحيال هذا البيت يدخله كلّ يوم سبعون ألف ملكٍ لا يرجعون إليه أبداً، فامر اللّٰه عزوجل إبراهيم وإسماعيل ببنيان البيت على القواعد» 4.
وبسنده عن أبي عبداللّٰه عليه السلام قال: «إنّ اللّٰه عزّوجل دحا الأرض من تحت الكعبة الىٰ منى، ثم دحاها من منى الىٰ عرفات، ثم دحاها من عرفات الىٰ منى، فالأرض من عرفات، وعرفات من منى، ومنى من الكعبة» 5.
وبسنده عن أبي عبداللّٰه عليه السلام قال: «إنّ اللّٰه تبارك وتعالى جعل حول الكعبة عشرين ومائة رحمة منها: ستون للطائفين، وأربعون للمصلّين، وعشرون للناظرين» 6.
والأحاديث في فضل الكعبة كثيرة فمَن أرادها فليرجع الىٰ كتاب الكليني رحمه اللّٰه وأدام منفعته للمؤمنين الىٰ يوم الدين، بحقّ محمدٍ وآله الطاهرين.