160إبراهيم عليه السلام، وينسب إليها الصابئة الحرّانيون» 1.
والصابئة فرق متعدّدة، رغم قلّتهم، فمنهم من ينتمي إلى كاظم بن تارح، وقد ذكرهم المقريزي بين الفرق المختلفة، وكأنّهم يقابلون دين إبراهيم عليه السلام بدين أخ له ينتمي إلى تارح، أبي إبراهيم في رواية العهد القديم 2.
ويقال: إنّ الحرّانيين ينتمون إلى حاران أو هادان أخي إبراهيم عليه السلام وقد يكون هو نفسه المقصود (كاظم) ولا دليل لنا على ذلك.
وقد ذكر أبو ريحان البيروني في الآثار الباقية: «أنّ أوّل المذكورين من الصابئة: يعني المتنبئين يوذاسف، وقد ظهر عند مضي سنة من ملك طمهورث بأرض الهند، وأتىٰ بالكتابة الفارسية، ودعا إلى ملّة الصابئين فاتبعه خلق كثير، وكانت الملوك البيشدادية وبعض الكيانية ممّن كان يستوطن بلخ، يعظّمون النيرين والكواكب وكليات العناصر، ويقدّسونها إلىٰ وقت ظهور زرادشت عند مضي ثلاثين سنة من ملك بشتاسف، وبقايا أولئك الصابئين (بحرّان) يُنسبون إلىٰ موضعهم، فيقال لهم: الحرانية وقد قيل: إنّها نسبة إلى هاران بن ترخ أخي إبراهيم عليه السلام وأنّه كان من بين رؤوسائهم أوغلهم في الدين وأشدّهم تمسّكاً به» 3.
والصابئة الحرّانيون لهم أقوال وآراء في إبراهيم الخليل عليه السلام يندى لها الجبين، نذكر هنا ما ينسبونه إليه عليه السلام في خروجه عن دينهم: «إنّ إبراهيم عليه السلام إنّما خرج عن جملتهم؛ لأنّه خرج في قلفته برص، وإنّ من كان به ذلك فهو نجس لا يخالطونه، فقطع قلفته بذلك السبب يعني (اختتن) 4، ودخل إلى بيت من بيوت الأصنام، فسمع صوتاً من صنم يقول له: يا إبراهيم خرجت من عندنا بعيب واحد، وجئتنا بعيبين، اخرج ولا تعاود المجيء إلينا، فحمله الغيظ على أن جعلها جُذاذاً، وخرج من جملتهم، ثم إنّه ندم بعدما فعله، وأراد ذبح ابنه لكوكب المشتري صدق توبته ففداه بكبش» 5.
وهناك فرقة اُخرى من فرق الصابئة تسمّى (المنديا) 6أو الصبوة، وهي