1224 - النثر البسيط وبلا تكلّف:
في هذا الحقل، ينظر ناصر إلى اللغة المكتوبة باعتبارها وسيلة اتصال ونقل المعلومات، ومن هذا المنطلق فهو قلّما يقع فريسة للّعب بالألفاظ، كما أنه يبتعد عن الشوائب الأدبية، وبالرغم من أنّه أديب وكاتب، إلّاأنّ هذه الأشياء لم تكن عقبات في طريق عمله. وهذا ما يُفسّر لنا أنّه وبعد مضي ألف عام لا يزال كتابُه مفهوماً ومشوّقاً. وما نراه في الكتاب - أحياناً - مانعاً لعمله من كلمات أو عبارات صعبة؛ فذلك لتباعد الزمان ليس إلّا؛ لأن هذه الكلمات أو العبارات هي بالحقيقة، كانت متداولة تماماً، زمان تأليف الكتاب.
5 - الأمانة في نقل المواضيع:
إن ناصر خسرو مع كونه مسلماً ملتزماً، إلّاأنّه لا يسمح لآرائه أن تتدخّل في نقل مشاهداته ومسموعاته، أي حسب ما يُصطلح عليه اليوم (الأمانة في النقل) ، هذه الميزة جعلت الكتاب مشوّقاً ومرغوباً فيه حتىٰ من قبل من يخالفون ناصر خسرو في العقيدة.
إن الخصوصيّات أعلاه - علاوة علىٰ موضوع الكتاب وعوامل اُخرىٰ - أوجبت طبعه مرّات عدّة، وترجمته، وجعلته موضع عناية المحقّقين.
طبع هذا الكتاب، حتى الآن، بشكل كامل، ومنتخب ومحقّق، ونُشرت منه نسخ باللغات العربية والتركية والفرنسية والانگليزية 1.
وننقل منه هنا فقرات تتعلّق بالحج:
رحلة الحجّ الأولىٰ:
(وذهبتُ الىٰ مرو، وطلبتُ إعفائي من عملي، وقلتُ: إني عازم على السفر الى القبلة (الحج) ، وعليه فقد سدّدت حساباتي، وتركتُ من دُنياي ما أملك، إلّا القليل الضروري.
فقد رحلتُ من هناك (مشهد الخليل في قرية حبرون) قادماً إلىٰ بيت