29
مكّة، وما تربة أحبّ إلىالله عزّوجلّ من تربتها، ولا حجر أحبّ إلىالله عزّوجلّ من حجرها، ولا شجر أحبّ إلىالله عزّوجلّ من شجرها، ولا جبال أحبّ إلىالله عزّوجلّ من جبالها، ولا ماء أحبّ إلىالله عزّوجلّ من مائها. . .» . 1
مكّة موضع لإقامة الحج ومحور لنشر الثقافة الدينيّة:
تمتلك مكّة المقدّسة خصائص الشرف ومقومات العظمة من جهة، كما حظيت من جهة اُخرى بأهمية أكثر لإقامة مراسم الحج
فيها، فالحج هو الذي جعل من هذه المدينة محوراً وعمّق أثرها الثقافي والأخلاقي في العالم الإسلامي، وأهّلها لأداء هذا الدور على أحسن وجه.
لقد أوجبالله تعالى الحجّ على المستطيع من الناس في قوله: (وَ لِلَّهِ عَلَي النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إلَيْهِ سَبِيلاً. . .) ، 2لكي يجتمع المسلمون في موسم الحجّ كلّ عام وفي أيام خاصّة من كلّ أرجاء العالم عند هذه البقعة المقدّسة، فيؤدّوا مناسك فريضة الحجّ، وتلك الفريضة واجبة على كلّ مسلم مستطيع مرّة واحدة في حياته، ولهذا قيل لها: «عبادة العمر» .
إنّ الروايات والأخبار الواردة عن الرسول الأكرم (ص) وأهل البيت: والمتعلّقة بثمرات وبركات الحجّ، تبيّن أنّ الحجّ قاعدة أساسيّة للتحوّل الروحي والأخلاقي للمسلمين؛ ففي كلّ عام يجب على من تتوفّر فيهم شروط الاستطاعة أن يؤدّوا المناسك المقدّسة،