25مجرّد مدينة أو أثر تاريخي يتوجب على المتصدّين له أن يبذلوا الجهد لحفظه وصيانته وحسب، بل هي قاعدة الهداية والتربية، ومركز إشعاع للعلم والثقافة، ومنه ينتقلان عن طريق الحجيج إلى أنحاء العالم كافّة.
8- فيها أوّل بيت وضع للناس:
فمن خصائص هذه المدينة المقدّسة وقوع الكعبة فيها، وهي
أوّل بيت وضع للناس، ونتيجة ذلك هو أنّ كلّ مسلم له تعلّق خاصّ ببيته الذي هو بيتالله سبحانه، فلا يشعر بالغربة فيه، قال تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً. . .) . 1
9- هدىً للعالمين:
فالكعبة منار هدىً ومركز إشعاع للهداية الدينيّة إلى أرجاء العالم: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ. . . وَ هُديً لِلْعالَمِينَ) .
والرّسول (ص) رسالته عالمية هي: (تَبارَكَ الَّذِى نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلَي عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً) . 2(وَما أرْسَلْناكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَ نَذِيراً) . 3
والقرآن الكريم أنزلهالله تعالى لهداية عموم البشر: (شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِى اُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُديً لِلنَّاسِ. . .) ، 4(. . . إنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْري لِلْعالَمِينَ) . 5وبناءاً على ما تقدّم فإنّ الإسلام دين عالمي، والرسول (ص) إنّما بعث لهداية الناس كافّة، ومثل هذا الدين يحتاج إلى مركز ثابت وغير قابل للتحوّل والتغيير، كي يستطيع محِبّو هذا الدين ومؤيّدوه أن يجتمعوا في هذا المركز، ويتحدّثوا في