38المعرفية أن نظرية عدالة الصحابة في مدرسة الصحابة، ونظرية الإمامة في مدرسة أهلالبيت، تشكّلان عنصرين أساسيين في هاتين المدرستين، فإن ثبتت تلك فالحق معهم، وإن ثبتت هذه فالحق معها، وتنهار الأخرى. ومن هنا تأتي أهمية البحث في نظرية عدالة الصحابة.
فمن هو الصحابي؟
في المقدمة لابد أن أقول في كلمة واحدة وبشكل واضح وصريح، بل وبعنوان التحدي العلمي: لم يرد عنوان الصحابي أو الصحابة أو الصحبة لا في القرآن، ولا في حديث لرسولالله (ص) متفق عليه بين الفريقين. . نعم هناك عشرات الموارد التي فيها أصحاب وفيها صاحب. . وسنتوفر على ذلك في محله: أن هذا اللفظ استعمل قرآنياً، فهل أريد منه المعنى اللغوي، أو أريد منه المعنى الاصطلاحي، الذي تصطلح عليه مدرسة الصحابة؟
أما في حديث رسولالله (ص) ، فقد ورد في البخاري ومسلم ومسانيد ومجامع أخرى:
«أصحابي كالنجوم. .» ، «من آذى أصحابي فقد آذاني» .
إلا أن هذه الروايات ليست حجة علينا؛ لأننا قلنا في أول هذه الأبحاث: إننا نحاول أن نأتي بروايات متفق عليها بين علماء المسلمين حتى تكون مصداقاً لقوله (ص) :
«لا تجتمع أمتي على ضلالة» وهذا بحثه سيأتي.
من هنا سأبين أننا عندما نأتي إلى تعريف الصحابي بحسب الاصطلاح أو الصحبة أو الأصحاب، نجد أن كل من عرّف الصحابي والصحبة اصطلاحاً، لم يستند فيه لا إلى آية قرآنية، ولا إلى حديث من رسولالله (ص) .
نعم هم أعطوا تعريفاً، أما هذا التعريف ما هو مستنده؟ ما هو أساسه؟