9الشّيعة وأهل البيت، الشّيعة والتشيُّع، الشّيعة والقرآن، الإسماعيلية، البابيَّة، القاديانية، البهائية، الباطنية، التصوُّف، وغيرها».
وقد اتَّسمت كتاباته - بشكلٍ عام - باللاموضوعية والشدّة، والتهجُّم السافر على الآخرين، ممّا دفع بعدَّة من مفكِّري السنَّة بتوجيه النقد الشديد له، والتحذير منه والردّ عليه 1؛ نتيجة لتجنّبه الموضوعية والحيادية وعدم الإنصاف، والابتعاد عن منهج البحث في المسائل الخلافية. إذ إنَّ من أهمِّ العناصر الّتي يجب على الباحث في الفكر العقائدي المقارن الالتزام بها، هي مراعاة الأمانة العلمية في النقل والضبط والبيان، والورع، وأداء الحقّ واتِّباعه. قال تعالى: (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولٰئِكَ الَّذِينَ هَدٰاهُمُ اللّٰهُ وَ أُولٰئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبٰابِ) (الزمر:18).
وينبغي النّظر إلى المسائل الاتِّفاقية بعين الاعتبار والأهمِّية، فإنَّ نقاط الاشتراك والالتقاء في الأُصول والفروع أكثر من نقاط الاختلاف والافتراق لدى المسلمين، وهذه الأمور المشتركة هي بمثابة القاعدة الثّابتة الّتي ينطلق المرء منها في المعرفة الدّينيّة الإسلاميّة، وهذا من المبادئ القرآنية. قال تعالى: (قُلْ يٰا أَهْلَ الْكِتٰابِ تَعٰالَوْا إِلىٰ كَلِمَةٍ سَوٰاءٍ بَيْنَنٰا وَ بَيْنَكُمْ أَلاّٰ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّٰهَ وَ لاٰ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَ لاٰ يَتَّخِذَ بَعْضُنٰا بَعْضاً أَرْبٰاباً مِنْ دُونِ اللّٰهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنّٰا مُسْلِمُونَ) (آل عمران: 64).
كما لا بدّ من العدل والإنصاف عند النّظر في المسائل الخلافية الّتي بين أئمّة المذاهب الإسلاميّة، فلا شكَّ في أنَّ هذا المقدار من الخلاف، بل أكثر من ذلك، ممَّا لا بدّ منه، وهو مِيزة البحث الفكري، ولا يخلو منه حتّى أئمَّة المذهب الواحد، سواء في الاعتقادات أم الفقه، كما نجد ذلك لدى أئمَّة السنّة أنفسهم.
فمن الظلم والإجحاف الاعتماد في بيان وردِّ الطّرف الآخر على المصادر الثانوية، والأمور الخلافية غير المسلَّم بها لديه، وإنَّما لا بدّ من الرّجوع إلى أُمَّهات المصادر عنده، والاحتجاج وِفق مُتبنَّياته.