10ويجدر بالباحث الإسلامي أنْ يكون هدفه من وراء طرح كلّ مسألة علمية، هو طلب الحقّ والحقيقة، لا أنْ يَرِد البحث وهو مُحمّل بالقناعات والأحكام المُسبقة المُسلّمة لديه، من دون أن يكون له الاستعداد لرفع اليد عنها. (وَ إِنّٰا أَوْ إِيّٰاكُمْ لَعَلىٰ هُدىً أَوْ فِي ضَلاٰلٍ مُبِينٍ) (سبأ: 24).
ولا ريب في أنَّ العلماء هم مصدر الخير والسّعادة لكلِّ أُمّة، فيجب على علماء المسلمين - جميعاً - السعي لِما فيه خير الأُمّة وصلاحها. ولا يمكن أن يحصل ذلك إلاّ من خلال البحث العلمي الحرّ والموضوعي، مع سعة الصدر، والانفتاح، والابتعاد عن العصبيَّة في الحوار، والتأدُّب بالآداب الإسلاميّة، والتمسُّك بالقِيم الأخلاقية.
غير أنَّ إحسان إلهي ظهير كان أبعد ما يكون عن سِمات العلماء الواعين لقضايا الأُمّة، والحريصين عليها. والّذي يبدو جَليّاً في كتاباته، سيّما كتابه (الشّيعة وأهل البيت) تجرّده عن سمات أهل التّحقيق، وتجنِّيه على الشّيعة بشكل كبير، وخروجه وعدم التزامه بمنهج البحث في المسائل الخلافية؛ الأمر الّذي لايُبقي أيّ قيمة علمية للكتاب المذكور، إلاّ عند قليلِ البضاعة، ممَّن تنطلي عليه أبسط الأمور، لبساطته وسذاجته.
فوقع الكاتب في العديد من المُخالفات العلمية والمنهجية والأخلاقية، وجانَبَ الإنصاف العلمي بشكل كبير، سيّما في موضوع فدك؛ فقد شوَّه الحقيقة، وأعطى صورة عنه تُخالف الواقع كثيراً.
وقد احتلّت قضية فدك مساحة واسعة في البحث العلمي، فلم يقتصر بحثها على المُؤرِّخ الإسلامي، وإنّما تعدَّاه إلى المُحدّث، الّذي أولاها أهمِّية خاصّة، فروى أحاديثها بإسهاب وفي مناسبات عدَّة، حتّى سرت إلى البحث العقائدي والفقهي، لتشغل منهما حيّزاً متميِّزاً؛ وذلك لما تتمتَّع به من خصائص وسِمات نوعية.
فقد تميَّزت بطرح مسألة إرث الأنبياء، وخروجهم أو دخولهم ضمن دائرة أحكام الإرث، وطرح إرث الرّسول الخاتم (ص) على وجه التّحديد. وكذا ما يُميّزها