11هو أطراف النّزاع فيها؛ حيث شمل شخصيات مهمَّة، لها ثقلها الكبير في الإسلام، كالزّهراء عليها السلام ، ابنة رسول الله (ص) ، وأبي بكر.
وكان لها الدّور الكبير في حسم النزاع في مسألة الخلافة، بعدما تبيَّن لأهلالبيت عليهم السلام ، من خلال مسألة فدك، ما تحمله الأُمّة تجاههم.
وهكذا ظلَّت فدك مادَّة خلافية بين المسلمين إلى وقتنا الحاضر، فكثر الكلام والجدال، وأخذ النزاع والتخاصم يُلقي بظلاله على الواقع العقائدي.
وقد حاول البعض التّخفيف من وطأتها وفداحة ما ارتُكِبَ فيها من أخطاء، برميها تارة في دائرة التأويل، وأُخرى بتصنيفها ضمن إطار البحث التّاريخي المَحض!
ولكنَّ الإنصاف أنَّ هناك أبحاثاً تناولت هذه المسألة تميَّزت بشيءٍ من الموضوعيّة والدقَّة، وكشفت النقاب عن بعض ملابساتها وتبعاتِها.
لكنْ مع ذلك، بقيت هناك نقاط غامضة ومفاصل مُبهمة، كانت مثاراً للشُبهات والتشكيكات لبعض الكتّاب المُتعصّبين، الذّين أبَوا إلاّ أن يجيِّروها وفق مرتكزاتهم ومسلَّماتهم الفكرية والعقائديّة، ومن هؤلاء إحسان إلهي ظهير، الّذي تناولها بسطحية وضحالة، والتفَّ فيها على كثير من الحقائق. غير أنَّ البعض، ممَّن تروق له كتاباته، طبّل لها وروَّج كثيراً. ومن هنا، رأينا - لِزاماً - أنْ نتناول المسألة بالبحث والتّحقيق، بحسب ما يقتضيه التّسلسل المنطقي لها، مُجيبين بذلك عن ما أورده من شبهات، كلّما اقتضت المناسبة لذلك. وقد رتَّبنا هذه الدراسة على شكل مدخل وثلاثة فصول؛ كالآتي:
المدخل: أموال الدّولة الإسلاميّة.
الفصل الأوَّل: إرث الأنبياء في النصوص الشيعية، وتاريخيَّة فدك.
الفصل الثاني: النِحْلَة والإرْث.
الفصل الثالث: مناقشة استدلال أبي بكر بحديث (لا نورِّث) على عدم الإرث.