54
وقد بايع الناس ذا تُدرأ
فانصرفت إلى مكَّة فنزلت على باب المسجد، فقصدت للحجر فسترت واجتمع إليها النّاس، فقالت: يا أيّها النّاس، إنَّ عثمان قُتل مظلوماً، ووالله لأطلبنّ بدمه 1.
وكان عثمان إذا نِيل منه وعيب، نُعت ب-
(نعثل) 2.
وكانت تارة ثالثة تنعته بالطّاغية، وتنهى عن الدفع عنه؛ فقد جاء في الأنساب:
ومرّ عبد الله بن عباس بعائشة، وقد ولاّه عثمان الموسم، وهي بمنزل من منازل طريقها، فقالت: يا بن عباس، إنَّ الله قد أتاك عقلاً وفهماً وبياناً، فإيّاك أن تردّ الناس عن هذا الطاغية 3.
وكانت تارة رابعة تُخرج قميص رسول الله (ص) وشَعراً من شَعره وتقول: إنَّ عثمان أبلى سنّة الرّسول (ص) قبل أن يبلى ثوبه وشَعره. فقد أخرج البلاذري في الأنساب، من طريق عباس بن هشام بن محمّد، عن أبي مخنف في إسناده، قال:
وبلغ عائشة ما صنع بعمّار، فغضبت وأخرجت شَعراً من شَعرِ رسولالله(ص)، وثوباً من ثيابه، ونعلاً من نعاله، ثُمَّ قالت: ما أسرع ما تركتم سنَّة نبيّكم، وهذا شعره وثوبه ونعله ولم يَبْل بعد. فغضب عثمان غضباً شديداً، حتّى ما درى ما يقول، فالتجَّ المسجد وقال النّاس: سبحان الله.. سبحان الله 4.
وفيه من طريق الزّهري، قال:
« وأطلعت عائشة شَعراً من شَعر رسول الله (ص) ،ونعله، وثياباً من ثيابه - فيما يحسب وهب - ثُمّ قالت: ما أسرع ما تركتم سنَّة نبيّكم »
5
.