21وعلى هذا، تكون فدك ملكاً صِرْفاً للزّهراء عليها السلام ، فلا تصل إليها يد الإمام وِفق المَبنى الشّيعي.
والغنيمة عند فقهاء الشّيعة تُغاير الأنفال حكماً وموضوعاً؛ فهي تشمل عندهم ما يُغنَم بالقهر والغلبة من أموال المشركين، وما يُغنم بالمعاش والربح، ويتعلّق بهما الخمس 1.
والأنفال في اصطلاح جمهور السنّة يراد منها الغنيمة، ويقصدون بها ما يؤخَذ من الكفّار في دار الحرب، على وجه القهر والغلبة فقط. قال النووي:
«الأنفال: جمع نفل، بالتحريك وبسكونها، الغنيمة... والغنيمة: ما أخذ من الكفّار بإيجاف الخيل والركاب» 2.
وهم مُتَّفقون على أنَّ الأنفال كانت خالصة لرسول الله (ص) ، من دون أن يشاركه فيها أحد من المسلمين، كما يدلّ عليه قوله تعالى: (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفٰالِ قُلِ الْأَنْفٰالُ لِلّٰهِ وَ الرَّسُولِ) (الأنفال: 1)، ويُطلِق بعض علمائهم على هذه الأنفال اسم:
(الأنفال الأُولى) 3.
لكنَّ ذلك - بحسب دعواهم - نُسخ لاحقاً بقوله تعالى: (وَ اعْلَمُوا أَنَّمٰا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّٰهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبىٰ وَ الْيَتٰامىٰ وَ الْمَسٰاكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ) (الأنفال: 41)، فشاركت هذه الأصناف - المذكورة في الآية الكريمة - من المسلمين رسول الله (ص) في الأنفال. قال الشّافعي:
كانت الأنفال لرسول الله(ص)، وقال الله عزَّ وجل (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ)، فردَّها رسول الله(ص) على المسلمين، ثُمَّ نزل عليه منصرفه من بدر: (وَاعْلَمُواْ أنّما غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ)، فجعل الله له ولمَن سمَّى معه الخمس، وجعل رسول الله(ص) لمَن أوجف الأربعة الأخماس بالحضور، للفارس ثلاثة أسهم، وللراجل سهم 4 .