22وأخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما، عن ابن عباس، قال:
(الأنفال: المغانم) 1.
وروى البيهقي في سُننه، عن ابن عباس في سورة الأنفال، قوله: (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفٰالِ قُلِ الْأَنْفٰالُ لِلّٰهِ وَ الرَّسُولِ) ، قال:
الأنفال: المغانم، كانت لرسول الله(ص) خالصة، ليس لأحد منها شيء... ثُمَّ أنزل الله عزّوجلّ: (وَ اعْلَمُوا أَنَّمٰا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّٰهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ) ،ثُمَّ قسّم ذلك الخمسلرسول الله، ولذي القربى... 2 .
واتَّفقوا أيضاً على أنَّ فدك ليست من الأنفال (بمعنى الغنيمة)؛ لأنَّها ممَّا لم يوجَف عليه بخَيل ولا رِكاب، كما يدلّ على ذلك الكثير من رواياتهم؛ حيث رَووا أنَّ أهل خيبر تحصَّنوا، فسألوا رسول الله (ص) أن يحقن دماءهم ويسيرهم، ففعل، فسمع بذلك أهل فدك، فنزلوا على مثل ذلك، فكانت لرسول الله (ص) خاصّة؛ لأنَّه لم يُوجَف عليها بخَيل ولا ركاب.
فقد أخرج مسلم في صحيحه، بسنده عن مالك بن أوس عن عمر، قال:
كانت أموال بني النّضير ممَّا أفاء الله على رسوله، ممَّا لم يُوجف عليه المسلمون بخَيل ورِكاب، فكانت للنبي(ص) خاصّة، فكان يُنفق على أهله نفقة سنة، وما بقي يجعله في الكراع والسلاح، عدَّة في سبيل الله 3 .
وأخرجه التّرمذي في سُننه، وقال:
«هذا حديث حسن صحيح» 4.
وأخرجه النّسائي في سُننه أيضاً 5، وآخرون.
وأخرج أبو داود في سُننه، بسنده عن الزَهري وعبد الله بن أبي بكر، عن بعض ولد محمّد بن مسلمة، قالوا:
بقيت بقيَّة من أهل خيبر تحصَّنوا، فسألوا رسول الله (ص) أن يحقن دماءهم