20وقال المحقّق الكركي:
«الأنفال لرسول الله(ص) في حياته، وهي بعده للإمام القائم مقامه(ص)» 1.
وقال الشّيخ الطّوسي في «تهذيب الأحكام»:
وكانت الأنفال لرسول الله(ص) في حياته، وهي للإمام القائم مقامه(ع). والأنفال: كلّ أرض فُتحت من غير أنْ يوجف عليها بخيل ولا ركاب، والأرضون الموات، وتركات مَن لا وارث له من الأهل والقرابات، والآجام، والمفاوز، والمعادن، وقطائع الملوك» 2.
وقد رَووا عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام روايات كثيرة في موضوع الأنفال وحكمها، وحقّقوها بعناية كبيرة وأجادوا في ذلك، لا نرى ضرورة في ذكرها.
ومن الواضح أنَّ الأنفال الّتي تصرَّف بها الرسول (ص) في حياته، تصرُّفاً يخرجها عن هذا العنوان، فلا يلحقها حكمه بعدئذ؛ فلو أعطى شيئاً من الأنفال لأحدٍ وملَّكَه إيّاه، خرَجَ ذلك المُعطى عن عنوان النفليَّة، وصار ملكاً لِمَن ملّكَهُ.
وقد اتَّفق الشّيعة على أنَّ الرّسول (ص) قد نحل فدكاً في حياته لابنته فاطمة عليها السلام ، كما روى ذلك علماء الشّيعة عن أئمّتهم عليهم السلام ، أنّه لمَّا نزل قوله تعالى: وَ آتِ ذَا الْقُرْبىٰ حَقَّهُ) على رسول الله (ص) ، قال:
ادعوا لي فاطمة، فدُعيت له، فقال: يا فاطمة، قالت: لبَّيك يا رسول الله، فقال(ص): هذه فدك، هي ممَّا لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب، وهي لي خاصّة دون المسلمين، وقد جعلتها لك؛ لِما أمرني الله به، فخُذيها لك ولولدك 3.
ورواه الشّيخ الكلّيني في الكافي، بسنده عن الإمام الكاظم (ع) 4. وورد ذلك أيضاً في بعض روايات السنَّة، كرواية أبي سعيد الخدري، وابن عباس، وغيرهما، الّتي سيأتي الكلام عنهما لاحقاً.