19
والأنفال: كلّ أرض خربة قد باد أهلها، وكلّ أرض لم يوجَف عليها بخيل ولا ركاب، ولكن صالحوا صلحاً، وأعطوا بأيديهم على غير قتال، وله رؤوس الجبال، وبطون الأودية والآجام، وكلّ أرض ميتة لا ربَّ لها، وله صوافي الملوك، ما كان في أيديهم من غير وجه الغصب؛ لأنَّ الغصب كلّه مردود. وهو وارث مَن لا وارث له، يعول مَن لا حيلة له 1.
والفَيء عند الشّيعة من الأنفال. قال ابن حمزة الطّوسي:
«الفيء في الشريعة: ما حصل في أيدي المسلمين من غير قتال، وهو من الأنفال» 2.
وذهب بعضهم إلى أنَّ الفيء والأنفال مترادفان. قال الميرزا القمّي:
وقد يُطلَق الفيء أيضاً على الأنفال، ومنه قوله تعالى في سورة الحشر : (وَ مٰا أَفٰاءَ اللّٰهُ عَلىٰ رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمٰا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَ لاٰ رِكٰابٍ) 3،
ويدلّ على هذه المرادفة حَسنة محمّد بن مسلم... 4.
وعليه، ففَدك عندهم من الفيء؛ لأنَّها ممَّا لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب، كما روى ذلك الشّيخ الصّدوق وغيره عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام ، من أنَّ رسولالله (ص) قال:
«فدك، هي ممَّا لم يوجَف عليه بخيل ولا رِكاب، وهي لي خاصّة دون المسلمين» 5.
وقد اتَّفق الشّيعة على أنَّ الأنفال لا يتعلّق بها الخمس، وإنِّما هي خالصة لرسولالله (ص) ، وبعده للإمام. ويقصدون به أمير المؤمنين (ع) ، والأئمَّة المعصومين الأحد عشر: من ولدِه. قال الشّيخ المفيد:
«الأنفال لرسول الله(ص) خاصّة في حياته، وهي للإمام القائم مقامه من بعده خالصة، كما كانت له عليه وآله السّلام في حياته...» 6.