17قال الشّيخ الطّوسي في بيان الآية الكريمة:
«نَافِلَة، أي: زيادة على ما دَعا الله إليه» 1.
وهذا هو مذهب أكثر مفسِّري السنَّة في الآية الكريمة، قال السمرقندي:
« وَيَعْقُوبَ نَافِلَة يعني: زيادة، وذلك أنَّه سأل الله تعالى الوَلد فأعطاه الله تعالى الوُلد، وهو إسحاق(ع)، وولد الولد فضله على مسألته، وهو يعقوب(ع) » 2.
وقال السمعاني:
قوله تعالى: (وَ وَهَبْنٰا لَهُ إِسْحٰاقَ وَ يَعْقُوبَ نٰافِلَةً) ، قال ابن عباس: «النّافلة هو يعقوب»، وأمّا إسحاق، فليس بنافلة؛ لأنَّ الله تعالى أعطاه إسحاق بدعائه، وإنِّما زاد يعقوب على ما دعا، والنّافلة هي الزّيادة. وقال مجاهد: «كلاهما نافلة». والأصحّ هو الأوّل 3 .
وقال النسفي:
(وَ وَهَبْنٰا لَهُ إِسْحٰاقَ وَ يَعْقُوبَ نٰافِلَةً) ، قيل: هو مصدرٌ كالعافية من غير لفظ الفعل السابق، أي: وهبنا له هِبة. وقيل: هي ولد الولد، وقد سأل ولداً فأُعطيه، وأُعطِي يعقوب نافلةً، أي: زيادة وفضلاً من غير سؤال، وهي حال من يعقوب 4 .
وقال الرّازي: «وقال تعالى: (وَ وَهَبْنٰا لَهُ إِسْحٰاقَ وَ يَعْقُوبَ نٰافِلَةً) (الأنبياء : 72)، أي: زيادة على ما سأل» 5. إلى غير ذلك من أقوال مُفسّري السنّة، الذين فسّروا ( نافلة ) بمعنى الزيادة.
وسُمّيت الغنيمة نفلاً، وجمعها أنفال 6؛ لأنَّها زيادة من الله لهذه الأُمّة على الخصوص. قال البغوي:
«سُمّيت الغنائم أنفالاً؛ لأنَّها زيادة من الله لهذه الأُمّة على