16
لو استولوا على بقعة من بقاع الأرض أو فتحوها، لا يجعلونها ملكاً لهم دون غيرهم، بل يجعلونها ملكاً للدولة، يتصرَّفون فيها في مصالح الرعية وشؤون العامّة والخاصّة. فهل كان الرّسول(ص) - فداه أبواي وروحي - في نظر القوم ممَّن يؤثرون أنفسهم على النّاس؟! 1
وقال أيضاً:
وقبل أن نأتي إلى آخر الكلام، نريد أن نُثبت ههنا روايتين رواهما الكُليني... فأمّا الأُولى، فهي الّتي رواها عن أبي عبد الله جعفر، أنَّه قال: «الأنفال ما لم يوجف عليه بخَيل ولا ركاب، أو قوم صالحوا، أو قوم أعطوا بأيديهم، وكلّ أرض خربة، وبطون الأودية، فهو لرسول الله(ص)، وهو للإمام من بعده، يضعه حيث يشاء». وهذه صريحة في معناها بأنَّ الإمام بعد النّبيّ أحقّ النّاس بالتّصرف فيها 2.
إنَّ هذا التّحامل لا مُبرِّر له؛ فمن الواضح أنَّ أموال الدّولة الإسلاميّة ليست على وتيرة واحدة من حيث الموضوع والحكم؛ فبعضها للإمام، يضعها حيث يشاء، وبعضها للمسلمين، وبعضها ملك خاصّ لرسول الله (ص) ، غير أنَّ إحسان إلهي ظهير تناول المسألة بسذاجة تامّة، وصوّرها على أنَّها على وتيرة واحدة.
وحتّى تتضح حقيقة المسألة، نتناول بعض الموارد الماليّة الّتي ترتبط بدعواه، وهي: الأنفال، والفيء، وغنائم الحرب.
الأنفال
النَّفْلُ - بسكون الفاء وفتحها - في اللغة يعني: الزيادة على المُسْتَحَقِّ 3، ومنه قوله تعالى: (وَ وَهَبْنٰا لَهُ إِسْحٰاقَ وَ يَعْقُوبَ نٰافِلَةً) (الأنبياء: 72)، أي: زيادة عمَّا سأله.