39فالملاحظ أنَّ الأعمش جعل حديثهم بمنزلة أوساخ الطريق، فهو عنده كالبعرة أو الخنفساء ليس إلاّ، فأين هذا القول من قول أبي داود؟! وأين هذا القول ممَّن قال بتوثيق هذه الفرقة؟!
2- من التوثيقات العامة بالمباشرة والتصريح أيضاً ما ورد عن ابن حجر في ترجمته ل- (لمازة بن زبّار الجهضمي)، حيث قال مانصه:
فأكثر مَن يوصَف بالنصب يكون مشهوراً بصدق اللهجة، والتمسّك بأمور الديانة، بخلاف مَن يوصف بالرفض، فإنَّ غالبهم كاذب لا يتورَّع في الأخبار. والأصل فيه أنَّ الناصبة اعتقدوا أنَّ علياً قتل عثمان، أو كان أعان عليه، فكان بغضهم له ديانة بزعمهم، ثُمَّ إِنضاف إلى ذلك أنَّ منهم مَن قتلت أقاربه في حروب علي. 1
وقبل الشروع في تحليل هذا القول، نرى من المناسب أن ننقل كلام ابن حجر بأكمله، إيضاحاً للصورة.
قال في ترجمته للمُومى إليه مانصه:
... وقال موسى بن إسماعيل عن مطر بن حمران: كنّا عند أبي لبيد [يعني لمازة بن زبار الجهضمي، المترجم له] فقيل له: أتحبّ علياً؟ فقال: أحبُّ علياً وقد قتل من قومي في غداة واحدة ستة آلاف، وذكره ابن حبان في الثقات. وقال عباس الدوري عن يحيى بن معين: حدَّثنا وهب بن جرير عن أبيه عن أبي لبيد، وكان شتّاماً، قلت: زاد العقيلي: قال وهب: قلت لأبي: مَن كان يشتم؟ قال: كان يشتم علي بن أبي طالب. وأخرجه الطبري عن طريق عبدالله بن المبارك عن جرير بن حازم، حدَّثني الزبير بن خرّيت عن أبي لبيد، قال: قلت له: لِمَ تسبّ علياً؟ قال: ألا أسبّ رجلاً قتل منّا خمسمائة وألفين والشمس هاهنا...؟! وقد كنت أستشكل [والكلام لابن حجر] توثيقهم الناصبي غالباً وتوهينهم الشيعي مطلقاً 2، ولاسيما أنَّ علياً ورد في حقه لا يحبه إلاّ مؤمن ولا يبغضه إلاّ منافق.
وقد ظهر لي في الجواب عن ذلك أنَّ البغض هاهنا مقيّد بسبب، وهو كونه