38يضاف له أنَّ أبا داود نفسه تعرَّض في ذيل كلامه السابق إلى توثيق عمران بن حطان، الذي كان رأساً من رؤوس الخوارج القعدية، بل هو شاعرهم - على ما سيأتي في ترجمته - وأبي حسان الأعرج، وهو أيضاً من رجال الخوارج.
ويردّ على هذا القول - إضافة لِما سبق من تناقضه مع اشتراط العدالة في الراوي، وأنَّ الخوارج خارجون عن حد العدالة - بأنَّ هذا القول معارض لما اشتهر بينهم، فيما نقله أكابر أهل النقل عندهم، كالرامهرمزي، وابن الجوزي، والخطيب البغدادي، وابن حجر العسقلاني، وغيرهم، من قول شيخ من شيوخهم - أي: الخوارج - تاب ورجع؛ إذ قال: «إنَّ هذه الأحاديث دين، فانظروا عمَّن تأخذون دينكم، فإنّا كنّا إذا هوينا أمراً صيّرناه حديثاً». 1 مخرجين لهذا القول مُسنداً عن ابن لهيعة، حتى قال عنه ابن حجر: «حدَّث بها عبد الرحمن بن مهدي الإمام عن ابن لهيعة، فهي من قديم حديثه الصحيح». 2
كما أنّه معارض لما أخرجه الخطيب البغدادي مُسنداً عن الأعمش، 3 وهو من أئمّة أهل الحديث عنده:
أخبرنا محمد بن الحسين القطان، نا عبداللهبن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، قال: حدَّثني ابن نمير، قال ثنا ابن ادريس، قال: سمعت الأعمش يقول: جالست إياس بن معاوية 4 فحدَّث بحديث، فقلت: عمَّن تذكر هذا؟ فضرب لي مثل رجل من الخوارج، فقلت: أنَّى تضرب هذا المثل، تريد أن أكنس الطريق بثوبي، فلا أدع بعرة ولا خنفساء الاّ حملتها؟!. 5
والنقل تامّ السند.