40
نصرالنبي (ص) ؛ لأنَّ من الطبع البشري بُغض مَن وقعت منه إساءة في حق المُبغض، والحب بعكسه، وذلك ما يرجع إلى أمور الدنيا غالباً... والخبر في حبِّ عليٍّ وبغضه فيه حتى ادّعى أنّه نبي أو أنّه إله - تعالى الله عن إفكهم - والذي وردَ في حقّ علي من ذلك قد ورد مثله فى حق الأنصار. 1 وأجاب عنه العلماء: إن بَغَضَهم لأجل النصر، كان ذلك علامة نفاقه، وبالعكس، فكذا يقال فى حق علي، وأيضاً فأكثر مَن يوصف بالنصب يكون مشهوراً بصدق اللهجة والتمسّك بأمور الديانة... . 2
إلى آخر كلامه الذي نقلناه في ما تقدَّم.
والملاحظ على هذا التوثيق أنَّه يأتي عليه ما أتى على كلام أبي داود، من مناقضته الصريحة لشرطية العدالة، التي تُعدُّ أهمّ شرط شرطوه في الراوي.
ثُمَّ إنَّ هذا الكلام الغريب العجيب يحتاج الى وقفةٍ طويلةٍ وتأمّلٍ دقيق؛ لما فيه من العظائم التي سنجملها بالنقاط التالية:
أ- قال ابن حجر: «فأكثر مَن يوصَف بالنصب يكون مشهوراً بصدق اللهجة والتمسّك بأمور الديانة». من العجب العجاب أن يكون المُبغض لمَن أمر الله بحبّه وأحبّه 3، وأحبَّه رسول الله (ص) وجعله منه بمنزلة هارون من موسى - بنصّ الحديث المتواتر- 4 متمسّكاً بأمور الديانة؟! فأيّ ديانةٍ هذه التي يُبغَضُ فيها مَن أمر الله ورسوله بحبِّه؟! وكيف تُسمَّى معصية الله ورسوله ديانة وتمسّكاً بالدين؟!
ثُمَّ خذ أجلى وأوضح مصداقٍ من مصاديق النواصب، وهم الخوارج، فهم موصوفون بالنصب، وينطبق عليهم كلام ابن حجر في النواصب، فكيف يكون مثل