27ومشتقّ منه، لكنّه أختصّ بحصّةٍ معيّنة منه دون غيرها، فهذا اللفظ اختصَّ بمَن عادى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، أو هو مع أهل بيته عليهم السلام ، على ما نصَّت عليه أشهر المعاجم اللغوية وكتب أهل الاصطلاح.
وقد يقال: إنَّ كتب اللغة لا علاقة لها بتحديد الاصطلاح، فلماذا ذُكر هذا الاصطلاح فيها؟
وجوابه: إنَّ الاصطلاح لشيوعه ووضوحه وقِدمه كأنَّه أصبح من المسلّمات، لذا لابأس أن تتدخل كتب اللغة في ذلك، وإن كان الأمر من مختصّات كتب التاريخ أو العقائد أو الملل والنحل؛ فإنَّهم وإن ذكروا هذا الاصطلاح استطراداً، من باب ذكر المصداق المشهور أو الأتم، الاَّ أنَّ ذكرهم للمصطلح لم يختلف تماماً عمّا ذكره أهل الفن، ممَّن كتبوا في العقائد أو الحديث.
وهذه طائفة من أقوال أهل اللغة الذين تعرضوا لتعريف (النصب) كمصطلح:
1- قال الزمخشري:
«... وأهل النصب: الذين ينصبون لعليٍّ ...». 1
2- قال ابن منظور: «
النواصب: قوم يتديّنون ببغضة علي[ عليه السلام ]». 2
3- قال الزبيدي:
«...(النواصب والناصبية وأهل النصب) وهم المتديّنون ببغضة سيدنا أميرالمؤمنين ويعسوب المسلمين، أبي الحسن (علي) بن أبي طالب...». 3
4- قال الطريحي:
النصب: المعاداة، يقال: نصبت لفلان، نصباً: إذا عاديته، ومنه (الناصب)، وهو: الذي يتظاهر بعداوة أهل البيت أو لمواليهم لأجل متابعتهم لهم، وفي القاموس: النواصب والناصبة: أهل النصب المتدينون ببغضه، لأنَّهم نصبوا له، أي عادوه. 4
هذه هي أهمّ أقوال أهل اللغة الذين تعرّضوا لمصطلح (النصب أو النواصب).