20
البدعة: الفعلة المخالفة للسنة، وفي الحديث: «كل محدث بدعة، وكلّ بدعة ضلالة، وكلّ ضلالة في النار»، لكن قد يكون منها ما ليس بمكروه فيسمّى بدعة مباحة، وهو ما شهد لجنسه أصل في الشرع، أو اقتضته مصلحة تندفع بها مفسدة. 1
3- وأمّا التفتازاني، فقد قال:
«البدعة المذمومة: هو المحدث في الدين من غير أن يكون في عهد الصحابة والتابعين، ولا دلَّ عليه الدليل الشرعي». 2
4- وقد ذكرها أبو البقاء قائلاً:
كلّ عملٍ على غير مثال سابق. وفي القاموس: هي الحدث في الدين بعد الإكمال، أو ما أستُحدث بعد النبي (ص) من الأهواء والأعمال. قيل هي أصغر من الكفر وأكبر من الفسق، وفي المحيط الرضوي أنَّ كل بدعة تخالف دليلاً يوجب العلم والعمل به فهي كفر، وكل بدعةٍ تخالف دليلاً يوجب العمل ظاهراً فهي ضلالة وليست بكفر، وقد اعتمد عليه عامة أهل السنّة والجماعة. 3
5- وذكرها - أي البدعة - الشاطبي في كلام طويل الذيل، ننقل منه موضع الحاجة، فقد قال ما نصّه:
... البدعة طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية، يقصد بالسلوك عليها ما يقصد بالطريقة الشرعية، ولابد من بيان ألفاظ هذا الحد، فالطريقة والطريق والسبيل والسُنن هي بمعنى واحد، وهو ما رسم للسلوك عليه، وإنّما قُيِّدت بالدين؛ لأنّها فيه تخترع، وإليه يضيفها صاحبها، وأيضاً فلو كانت طريقة مخترعة في الدنيا على الخصوص، لم تُسمَّ بدعة، كإحداث الصنائع والبلدان التي لا عهد بها فيما تقدم.
ولمّا كانت الطرائق في الدين تنقسم، فمنها ماله أصل في الشريعة، ومنها ما ليس له أصل فيها، خصّ منها ما هو المقصود بالحد، وهو القسم المُخترَع؛ أي طريقة ابتدعت على غير مثال تقدمها من الشارع، إذ البدعة أنّما خاصتها أنَّها خارجة عمّا رسمه