22ومن أراد التفصيل، فليرجع إلى كتب أصحابنا فلهم بحوث تفصيلية حول الآية.
** *
وأمّا المقام الثاني: أي دلالة الآية على عصمة أهل البيت عليهم السلام، فهي مبتنية على ثبوت أمرين:
1. أنّ الرجس أمرٌ يعمّ المعاصي صغيرها وكبيرها.
2. أنّ الإرادة تكوينية لا تشريعية.
أمّا الأمر الأوّل: فقد استعملت هذه اللفظة في الذكر الحكيم ثمان مرّات ووصف بها الخمر، والميسر، والأنصاب، والأزلام، والكافر غير المؤمن بالله، والميتة، والدم المسفوح، ولحم الخنزير، والأوثان، وقول الزور.
فالجامع بينها القذارة الّتي تتنفّر منها النفوس؛ سواء أكانت مادّية كما في مورد اللحوم، أم معنوية كما هوالحال في الكافر وعابد الوثن ووثنه، فالجامع بينهما هي الأعمال القبيحة عرفاً أو شرعاً.
قال العلاّمة الطباطبائي: الرجس بالكسر والسكون صفة من الرجاسة وهي القذارة، والقذارة هيئة في النفس توجب التجنّب والتنفّر منها، وهي تكون تارة بحسب ظاهر الشيء كرجاسة الخنزير، قال تعالى: ( أَوْ لَحْمَ خِنْزِير فَإِنَّهُ رِجْسٌ) . 1وبحسب باطنه أخرى، وهيالرجاسة والقذارة المعنوية كالشرك والكفر وأثر العمل السيّئ، قال تعالى: ( وَ أَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَ مَاتُوا وَ هُمْ كَافِرُونَ) ، 2وقال: ( فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَ مَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا