56ببعض الروايات الضعيفة وعلّق بقوله: «وقد سبق مرّات أنّ العلماء متّفقون على التسامح في الأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال ونحوها ممّا ليس من الأحكام، والله أعلم» 1.
الدليل الثالث: عمل الصحابة والتابعين
فإنّ من الأعمال التي قام بها الصحابة، كما ينقل لنا التاريخ، سفرهم بقصد زيارة قبر الرسول(ص). وممّن سافر بقصد زيارة قبر النبيّ الكريم(ص) بلال بن رياح (بلال الحبشي) مؤذّن رسول الله(ص)، حيث سافر متّجهاً من الشام إلى المدينة لهذا الغرض.
يقول ابن عساكر: «ثمّ إنّ بلالاً رأى في منامه النبيّ[ص] وهو يقول له: (ما هذه الجفوة يا بلال؟! أَمَا آن لك أن تزورني يا بلال؟!)، فانتبه حزيناً وجلاً خائفاً، فركب راحلته وقصد المدينة فأتى قبر النبيّ[ص] فجعل يبكي عنده ويمرّغ وجهه عليه، وأقبل الحسن والحسين فجعل يضمّهما ويقبّلهما، فقالا له: يا بلال نشتهي نسمع أذانك الذي كنت تؤذّنه لرسول الله[ص] في السَّحر، ففعل» 2.
أمّا الشوكاني في (نيل الأوطار)، حين ينقل قصّة سفر بلال إلى زيارة قبر الرسول(ص) عن ابن عساكر، يعلّق قائلاً: «وقد رويت زيارته[ص] عن جماعة من الصحابة منهم بلال عند ابن عساكر بسندٍ جيّد» 3.
وكذلك ينقلها كلّ من: أبي بكر الدمياطي في كتاب (إعانةالطالبين) 4، وابن أثير في (أسد الغابة) 5، والذهبي في (سير