5
كلمة المعهد
الحمدلله ربّ العالمين وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً
إنّ حقيقة الإنسان في المدرسة الإسلامية الحيّة لا تتقيّد بقيود الجسم المادي فقط، بل هي حقيقة متعالية تجري فيها روح الله، ومن هذه الجهة فإنّه لاينعدم بمجرد الموت، بل ينتقل إلى عالم آخر يُعرف بعالم البرزخ، الذي له ارتباط خاص بعالم الدنيا، ومن هنا كان المسلمون يكنّون الاحترام الخاص لنجد له في الشريعة أحكاماً به، كما كان حيّاً في الدنيا.
إنّ هذه العقيدة كانت سبباً لزيارة المسلمين لقبور أمواتهم، فلأجل احترامهم للصالحين منهم، قاموا ببناء القبب والأضرحة عليها.
ولكن ظهر في القرن السابع ابن تيمية الحراني، من أتباع المذهب الحنبلي، وجاء بأمور مخالفة للدين وجميع المذاهب الإسلامية، فكانت منها الإفتاء بتحريم زيارة القبور، ثمّ آل أمره إلى الاضمحلال والزوال، بسبب المواجهة العنيفة والمخالفة الشديدة له من قبل علماء المسلمين كافة، إلى أن جاء بعد ذلك محمّد بن عبدالوهاب، متّبعاً في منهجه لمنهج شيخه في جميع المسائل والأحكام والأفكار، وما أن