29نلاحظ من خلال الكلام المتقدّم أنّ (عمر بن أبي سلمة) وُصف بعدّة أوصاف وألقاب، مثل: (وليس يحتجّ بحديثه)، (كان شعبة يضعّف عمر بن أبي سلمة)، (أحاديثه واهيةٌ)، (وفي رواية: ضعيف الحديث)، (ليس بذاك القوي، يكتب حديثه ولا يحتجّ به)، (ليس بقويّ في الحديث). فمع اتّصافه بمثل هذه الصفات، يكون حديثه ساقطاً عن الاعتبار.
أمّا الطريق الثاني، ففيه (عبد الرحمن بن بهمان) وقد سُئل عنه علي بن المديني، فقال: (لا يعرف هذا) 1.
أمّا الطريق الثالث، ففيه (أبو صالح)، واسمه باذان أو باذام، ولم يوثّقه غير العجلي 2، أمّا الآخرون فبين مضعّفٍ له أو مهمل.
يقول أحمد بن حنبل: «كان عبد الرحمن بن مهدي ترك حديث أبيصالح باذام» 3.
ويقول ابن عدي عنه: «وباذام هذا عامّة ما يرويه تفاسير، وما أقل ما له من المسند، وهو يروي عن عليّ وابن عبّاس، وروى عنه ابن أبيخالد عن أبي صالح هذا تفسيراً كثيراً قد زخرف في ذلك التفسير ما لم يتابعه أهل التفسير عليه، ولم أعلم أحداً من المتقدّمين رضيه» 4.
وقال زكريا بن أبي زائدة: «كان الشعبي يمرّ بأبي صالح فيأخذ بإذنه فيهزّها ويقول: ويلك! تفسّر القرآن وأنت لا تحفظ القرآن؟!» 5.