27والشوكاني وآخرون.
يقول الشوكاني في كتابه (نيل الأوطار) بعد نقله لكلام القرطبي:
«اللعن المذكور في الحديث إنّما هو للمكثرات من الزيارة؛ لما تقتضيه الصيغة من المبالغة. ولعلّ السبب ما يفضي إليه ذلك من تضييع حقِّ الزوج والتبرّج، وما ينشأ من الصياح ونحو ذلك. وقد يقال: إذا أُمن جميع ذلك، فلا مانع من الإذن لهنّ؛ لأنّ تذكّر الموت يحتاج إليه الرجال والنساء» 1.
ثمّ يعقّب على كلامه بقوله:
«وهذا الكلام هو الذي ينبغي اعتماده في الجمع بين أحاديث الباب المتعارضة في الظاهر» 2.
وهكذا المباركفوري في كتابه (تحفة الأحوذي) بعد نقله لكلام القرطبي يقول: «وقد تقدّم قول القرطبي، أنّ اللعن في حديث الباب للمكثرات من الزيارة، وهذا هو الظاهر، والله تعالى أعلم» 3.
المناقشة الرابعة
أنّ حديث «لعن الله زوّارات القبور» أو «لعن رسول الله زوّارات القبور» مروي بثلاثة طرق:
الطريق الأوّل: أبوعوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبيهريرة 4.