25لايوجد فرق بين أن يكون رجلاً أو امرأةً، وبحسب التعبير الأصولي: أنّ علّة الجواز عامّة تشمل النساء.
ومن خلال ذلك نستنتج: أنّ رواية (نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها) عامّة وتشمل النساء أيضاً.
المناقشة الثانية
من خلال الأخذ بعين الاعتبار المناقشة السابقة نستطيع استخلاص ثلاثة أحكام من الروايتين:
1 - نهي الرجال والنساء عن زيارة القبور في صدر الإسلام، ويستفاد هذا الحكم من عبارة «نهيتكم عن زيارة القبور».
2 - نهي النساء عن زيارة القبور، ويستفاد ذلك من عدّة روايات من قبيل: «لعن الله زوّارات القبور».
3 - أمر الرجال والنساء، على حدٍّ سواء، بزيارة القبور، بعد نهيهم سابقاً عن ذلك، ويستفاد هذا الحكم من عبارة «فزوروها».
وهنا يمكن طرح احتمالين:
الاحتمال الأوّل
أن تكون الرواية الأولى «لعن الله زوّارات القبور» صدرت قبل الرواية الثانية (فزوروها)، وحينئذٍ تكون الرواية الأولى «لعن الله زوّارات القبور» مؤكّدة لحكم المنع عن زيارة القبور الصادر في صدر الإسلام، فجاءت هذه الرواية لتؤكّده بحقّ النساء، فكأنّ النبيّ(ص) قد قال: (يحرم على الجميع زيارة القبور، وبالخصوص النساء). وحينئذٍ يكون لدينا (حكم عام) في صدرالإسلام، يحرّم على الجميع زيارة القبور، وتتأكّد هذه الحرمة بالنسبة للمرأة، ثمّ صدر (حكمٌ عامٌ) بجواز زيارة الرجال