9الشرعي، خط الرسول(ص)، ذلك الخط الذي يتهدَّدهم على الدوام.
أمّا الخطوط الأُخرى التي انتحلت الإسلام وتلحَّفت بالرسول، فلا تشكِّل أدنى خطر عليهم، بل تعدّ امتدادات لهم.
ولأجل ذلك.. كانت المواجهة بين الخوارج والإمام مواجهة مصيرية. كذلك المواجهة مع خطِّه ونهجه من بعده.
لقد أصبح الخوارج النموذج الدائم لأعداء أهل البيت: وشيعتهم على مرِّ الزمان. وأهل البيت وشيعتهم شكَّلوا الحصن المنيع الذي يحتمي به الإسلام الحقّ، الذي يكشف ضلالهم واعوجاجهم، وضلال واعوجاج الفِرق التي تولَّدت منهم عبر الزمان، وعلى رأسها فرقة الحنابلة والوهابيّة المعاصرة.
وقد استعرضتْ لنا كتب السُنن وكتب التاريخ والتراجم العديد من الملامح والظواهر والمُمارسات التي تتعلَّق بالخوارج، ممّا اشتهر أمره، ليصبح هؤلاء الخوارج محلّ نبذ ورفض جميع المذاهب والاتّجاهات الإسلامية. وهو الموقف الذي طال الحنابلة فيما بعد؛ ليصبحوا محلّ رفض ونبذ المذاهب الإسلامية، ويتحوّلوا إلى أقلِّ المذاهب شأناً؛ ممّا دفع بهم إلى إعلان الحرب على المذاهب والفقهاء، واتّهامهم بالمروق والزندقة، وإحياء البِدع ونصرة أهل الأهواء وإماتة السُنّة، وغير ذلك من التُهم التي تلقّفتها منهم الوهابية