8الخوارج غلاظ القلوب، والحنابلة كذلك.
الخوارج سِمتهم المكابرة والتحدّي، والحنابلة كذلك.
والأهم من ذلك كلّه، أنَّ الخوارج وقفوا في مواجهة أهل البيت: بقيادة الإمام علي(ع)، وكذلك الحنابلة وقفوا في مواجهة أهل البيت، واعتبروا شيعتهم عدواً دائماً لهم. وهذه من الظواهر المُلفتة في التاريخ.
والسؤال هنا: لماذا ارتبطت حركة الإمام علي بمواجهة الخوارج؟
ولماذا يقف الحنابلة هذا الموقف العدائي من أهل البيت وشيعتهم؟
والجواب هو أنّ حركة الإمام هي امتداد لحركة الرسول(ص)، فمن ثُمَّ لا يملك أحد سوى الإمام القدرة على مواجهة هذه الفرقة. والقدرة هنا لا تنحصر في السيف، فالسيف يملكه الجميع، وإنّما تنحصر في علم الإمام ومقوِّماته الخاصّة، التي ورثها عن الرسول، والتي لا يملكها أحد سواه. وتلك المقوِّمات ورثها عنه أهل البيت:.
من هنا، شكَّل نهج الإمام الخطرَ القائم والدائم لفرقة الخوارج، ومَن سار على نهجها وتتطبّع بطباعها.
الإمام واجه الخوارج باسم الإسلام الذي يمثّله ويعبّر عنه، لا باسم الحاكم.
والخوارج يعلمون حقَّ العلم ويعرفون حقَّ المعرفة أنّ عليّاً هو الناطق الشرعي باسم الدين، وهو الذي يمثِّل الخط