10المعاصرة، وأخذت تلقي بها على المسلمين شيعةً وسُنّة.
إلاّ أنّ الحنابلة الذين يحملون صفات الخوارج، من التعبّد بالرواية وسطحيّة الفهم، وضعف العقل وغلظة القلب، والتركيز على الشَكليّات؛ وجدوا في حركة أهل البيت وشيعتهم الخطر الدائم والداهم الذي يتهدَّد مذهبهم وأفكارهم المعوجَّة؛ فحملوا راية العداء والمواجهة لهذه الحركة، وركّزوا جهودهم عليها، محاولين النيل منها وتشويهها، وتحريض المسلمين على شيعتهم.
وكما تسبَّب الخوارج في تفريق المسلمين وزرع الفتنة بينهم، تسبَّب الحنابلة أيضاً في تفريق المسلمين وزرع الفتنة بينهم.
تاريخ الحنابلة
وفرقة الحنابلة قامت على يد أحمد بن حنبل (163-241ه)، الذي ينتمي لقبيلة بني شيبان، في العصر العباسي.
وشخصية ابن حنبل ومقوِّماته لمتكن تُتيح له القدرة على البحث والاجتهاد وإعمال العقل، فمن ثَمَّ اتّجه نحو الروايات وأقوال الرجال، فعمل على تدوينها والتعبّد بها، وتعصَّب لهذه الروايات والأقوال واعتبرها الصورة الوحيدة للإسلام، وناصَب العداء كلّ مَن يرفض هذه الروايات والأقوال أو يشكّك فيها، واعتبره من المُبتدعين الضالّين.