60الله عزَّوجلَّ ولا شك أنَّ ولاية اللَّه ليست كولاية الأب على ابنه أو كولاية االقاضي على المحجور عليه .
وعليهم فيجب إعلان الموالاة لهم عليهم السلام كما تعلن الولاية للَّه عزَّ وجلَّ .
واعلم - أخي المسلم - أنَّ موالاة أهل بيت النبي عليهم السلام لا تقف في حد حبهم وإظهار الودِّ لهم ، بل هي باتباعهم في أوامرهم ونواهيهم ، والاعتبار بأقوالهم وأفعالهم . وإلى جانب هذه الظاهرة الإعتقاديَّة توجد عندنا ظاهرة أخرى وهي التبري من أعداء اللَّه عزَّ وجلَّ وأعداء رسوله وأعداء المؤمنين - وهم أهل بيته المقصودين في الآية السابقة وكما يذكر المفسرون هذا ، أو هم أظهر أفرادها - فقد نصَّت الآيات القرآنيَّة على التبري من الشيطان وعدم اتخاذه ولياً كما في الآية المذكورة سابقاً ، وعلى عدم موالاة المشركين والكفار .
ولمَّا أن قدَّمنا أنَّ التولي على حسب مراتب الأولياء الطوليَّة ، مع ملاحظة اشتراكهم في أصل وجوب موالاتهم ، فالتبري كذلك بملاحظة أصل وجوب التبري من أعدائهم تكون جميع المراتب على حد سواء ، والتفاوت ليس إلا في درجة التبري ، فعلى سبيل المثال يبرأ المسلم عن كل ما لا يمت إلى الإسلام بصلة سواء على مستوى الإعتقاد أم على مستوى الأعمال ، ويبرأ عن كل ما يوجب مخالفة الرسول صلى الله عليه و آله ، ولو مقدمة لامتثال أوامره واجتناب نواهيه صلى الله عليه و آله ، وعلى نفس الوتيرة