13
خَلَقَ لَكُمْ مٰا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً 1 .
فهذه الآية تشير لما منه الوجود والخالقيَّة المطلقة وهي له سبحانه وتعالىٰ .
ولا ينافي هذا أن يقال بصدور أفعال من الإنسان باختياره ممّا جعله اللّٰه تحت قدرته واختياره ، وعلىٰ هذا فليس من منافاةِ للتوحيد في الأفعال اعتقاد صدور المعجزة أو الكرامة من النبيّ أو الوليّ المؤيّد من قبل اللّٰه عزّوجل ، إذ أنّ اعتقاد صدورها منهم هو متفرّعٌ علىٰ مشيئة اللّٰه وإرادته ، وليس في عرضه حتّىٰ يعترض علىٰ الشيعة بأنّه تشريك في الفعل غير اللّٰه من المخلوقات مع اللّٰه ، بل إنّ هذه العقيدة قامت علىٰ خلوص صدور الفعل عن اللّٰه عزَّ وجلَّ ، إلّا أنّ بعض الأفعال تتمّ بسببٍ من قبله تعالىٰ - بمقتضىٰ قانون السببيّة - والنبيّ أو الوليّ ليس إلّا سبباً لذلك ، كما في تحقّق الإماتة وقبض الروح من قبل ملك الموت ، وكذا يُوجَد ملائكة مُوَكَّلون بالرزق ، فليس من عقيدة الإماميّة أنَّ أحداً من البشر أو الملائكة - وهم المخلوقون للّٰه- عنده القدرة علىٰ أن يخلق أو يرزق مستقلاً عن قدرة اللّٰه ومشيئته وإرادته .
ومثل هذا المعنى من التوحيد تدلّ عليه آيات كثيرة من