73من شخصيته بالضرورة؛وهذه الاستجابة التكوينية تعمّ المؤمن والمنافق والكافر،من دون فرق.
n المرتبة الثانية من الاستجابة:الاستجابة لأمر الله تعالى،بمعنى الطاعة وعدم الاعتراض،وهي أدنى مراتب الاستجابة له تعالى،في التشريع والتكوين.
فإنّ للاستجابة مرتبتين:
1- الاستجابة بمعنى التسليم وعدم الاعتراض لأمر الله تعالى وحكمه في ساحة التشريع والتكوين.
2- الاستجابة بمعنى الرضا بأمر الله و حكمه في التشريع والتكوين.
ونقصد نحن بالاستجابة هنا المعنى الأول؛وسيأتي الحديث عن الاستجابة بالمعنى الثاني في (المرتبة الثالثة) من هذا التقسيم،وهي فوق الاستجابة بمعنى التسليم بدرجة.
والاستجابة بمعنى التسليم،روح الإسلام وجوهره.
وقد روي عن أمير المؤمنين(ع) في هذا الشأن:«لأنسبنَّ الإسلام نسبة لمينسبه أحد قبلي،ولا ينسبه أحد بعدي:الإسلام هو التسليم،والتسليم هو التصديق،والتصديق هو اليقين،واليقين هو الأداء،والأداء هو العمل» 1.
و التسليم بهذا المعنى لأمر الله في ساحة التشريع هو الإسلام لله تعالى.
يقول تعالى: (B وَ مَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّٰهِ وَ هُوَ مُحْسِنٌ ) 2.
(B فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّٰهِ وَ مَنِ اتَّبَعَنِ ...) 3.
(B وَ أُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعٰالَمِينَ )
4
.