72
العقل مبدأ التلبية والاستجابة:
والاستجابة لله بكلّ أقسامها هي جوهر العبودية لله تعالى.
و قيمة الإنسان في الاستجابة لله تعالى.
و وزن الإنسان ومقامه عند الله بمقدار عبوديته وتسليمه له تعالى.
و الاستجابة لله هي العبودية والتسليم،و«العقل»هو مبدأ هذه الاستجابة.
روى سماعة عن أبي عبد الله الصادق(ع):«خلق العقل،وهو أوّل خلق خلقه من الروحانيين عن يمين العرش من نوره،فقال له:أقبل فأقبل،ثمّ قال له:أدبر فأدبر» 1.
وهذه الرواية تتحدّث بلغة الرمز،وهي لغة مألوفة في الروايات الإسلامية،والإقبال هنا الاستجابة لأمر الله تعالى،وهو ما ذكرنا آنفاً أنّه جوهر العبودية لله تعالى.والعقل ينهض بهذه الرسالة في حياة الإنسان ويتبعه القلب ويقترن به.
مراتب الاستجابة والتلبية:
وللاستجابة أربع مراتب بعضها فوق بعض.
n المرتبة الأُولى من الاستجابة:هي الاستجابة التكوينية لله تعالى،فكلّ شيء في الكون مسخّر لأمر الله،يجري بأمره.
(B وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ وَ النُّجُومَ مُسَخَّرٰاتٍ بِأَمْرِهِ )
2
.
(B وَ سَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَ النَّهٰارَ وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ وَ النُّجُومُ مُسَخَّرٰاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَآيٰاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ )
3
.
والإنسان جزء من هذا الكون،ومقهور لإرادة الله ومسخّر لأمره تعالى في شطر