70وعن أبي عبد الله الصادق(ع):«أكثروا من أن تدعو الله،فإنّ الله يحبّ من عباده المؤمنين أن يدعوه،وقد وعد عباده المؤمنين الاستجابة» 1.
وفي الدعاء الذي علّمه أمير المؤمنين(ع) لكميل بن زياد النخعي (رحمة الله):
«وأمرتهم بدعائك،وضمنت لهم الإجابة»ودعاء العبد يقع بين تلك الدعوة وهذه الإجابة.
التلبية جوهر العبودية:
التلبية هي الاستجابة.
والاستجابة لله في مساحتين:مساحة الدعوة ومساحة الأحكام والأمر والنهي.
والله تعالى يدعو عباده،ويأمرهم.وبينهما فرق.فإنّ الدعوة هي أساس الأحكام والأوامر الإلهية.
يدعو عباده إلى ما يحييهم،ويطلب من عباده أن يستجيبوا لدعوته: (B يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلّٰهِ وَ لِلرَّسُولِ إِذٰا دَعٰاكُمْ لِمٰا يُحْيِيكُمْ ) 2،ويأمر عباده ويحكمهم.
والله تعالى يحكم عباده في التكوين والتشريع؛يحكم عباده في التكوين بالقضاء والقدر،بألوان الابتلاء،والفتنة،والجوع،والمرض،ونقص من الأموال والأنفس والثمرات؛وليس للناس حيلة في ذلك كلّه،والله-تعالى-يطلب من عباده أن يستجيبوا لحكمه وأمره في قضائه وقدره،ويطمئنوا إليه،ويفوّضوا أمرهم إليه - تعالى-في كلّ ذلك،ويسلّموا أمرهم له تسليماً، (B وَ أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللّٰهِ إِنَّ اللّٰهَ بَصِيرٌ بِالْعِبٰادِ ) ،هذا في مساحة التكوين.
والله تعالى يحكم عباده في مساحة التشريع بالأمر والنهي.ويطلب منهم أن