44الاختلاف في المصداق بحيث لاينطبق عنوان المعروف على ما لايكون معروفاً فعلاً بعد ظهور المشتق في المتلبس.
لِمَ لايكون عنوان السفر مسيرة يوم في المقام من هذا القبيل؟ فإنّه وإن كان مصداقه في عصر النصوص ثمانية فراسخ مثلاً، ولكن لايصدق العنوان فعلاً على السفر ضعف هذه المسافة، بل لابدّ في صدقة من ملاحظة ما يمكن السير في اليوم فعلاً بحسب المتعارف، ويكون ذلك هو المعيار، وإن سار شخص خاص ذاك المقدار في مدّة أقلّ أو أكثر.
ومناسبات الحكم و الموضوع أيضاً تساعد على ذلك، لا على كون العبرة بتحديد المقدار بما كان يستدعيه سفر اليوم من المسافة في عصر النص؛ حيث إنّ منع المرأة من السفر بحسب المتفاهم من حيث ضعفها وحاجتها إلى من يعينها، وهذا لايصدق في الأسفار القصيرة، والمدّة القليلة، ولذا حدّ مقدار السفر في النص بمسيرة يوم بحيث لو كان المسير دون ذلك لميكن في سفرها بدون محرم بأس.
الوجه الثالث:
أنّ مناسبات الحكم والموضوع تقضي بأن المنع من سفر المرأته بدون محرم إذا زاد على مسيرة ثلاثة أيام أو يوم، إنّما هو لما في السفر بهذا المقدار من المسافة من المؤونة والكلفة التي تستدعي رفيقاً مناسباً يساعد الضعيف- ومنه المرأة- على أعباء السفر ومستدعياته، ولذا لميشترط المحرم في السفر القصير مثل مسيرة ساعة ونحوها، حيث إنّ الضعيف يركب في المبدء ولو بإعانة الحاضرين، وينزل في المقصد كذلك، ولايستدعي السفر القصير نزولاً وركوباً في الأثناء عادة، ليحتاج المسافر إلى مرافق معين.
وهذا بخلاف الأسفار البعيدة، فإنّ طول المسير يستدعي من رعاية الضعيف والعناية به ما يكون هو في غنى عنه حيث يقصر السفر.