43الوسائل التي ليست دارجة آنذاك، كالسفر بما كان يغدو به ويروح سليمان (ع) أو يسير به الطير، أو الملك، أو الجنّ وما شابه ذلك.
ولكن الظاهر أنّه ليس الأمر واضحاً كما ظنّ، بل كما يحتمل ذلك يحتمل أن تكون القضيّة حقيقية، ويختلف صدقها بحسب الأعصار المختلفة، ولها نظائر.
بل حمل سفر مسيرةيوم على خصوص مسيرة يوم في عصر خاص راجع إلى اعتبار القضية خارجية، و مشيرة إلى أمر خاص، ومقتضى الظهور في القضايا الشرعية كونها قضايا حقيقية، لا خارجية و مشيرة، و هذا يعيّن أن تكون العبرة في كلّ عصر بحسبه.
نعم ربّما تكون مناسبات الحكم و الموضوع قاضية بخلاف ذلك، بأن يكون المراد من العنوان الإشاره إلى معيّن، وأن لاتكون القضية حقيقية، ولكنّه خلاف القاعدة لابدّ من إثباتها، وبدونه فظهور القضايا الشرعية في الحقيقة يقتضي تطبيقها على كلّ عصر بحسبه.
وإن شئت مزيد توضيح لذلك نقول:
مثلاً قد ورد في الكتاب العزيز الأمر بمعاشرةالنساء بالمعروف، كما ورد وجوب الإنفاق عليهنّبالمعروف، ولا ريب أنّ المعروف في عصر نزول الكتاب وصدور النصوص كان يختلف بحسب المصداق عن المعروف في عصرنا، فهل تجد من نفسك حمل الأدلة علىخصوص المعروف في تلك الأعصار؟ وهل يجزي في نظر الفقيه أن ينفق الرجل لامرأته من المركب ما كان متعارفاً في القديم أو يقدّم لها لباساً لو لبسه شخص فعلاً كان من لباس الشهرة يشار إليه بالبنان وهكذا.
بل واضح بحسب المتفاهم العرفي أنّ العبرة في العشرة بالمعروف والإنفاق به هو المتعارف في كلّ عصر، ويكون هذا من