29البسيط، ولونه الملائكي، يعرض بوضوح توحيد فصائل المجتمع الإسلامي، وتضامنه، ووحدته الشاملة التي سنتعرض إليها بإختصار:
الحجّ و وحدة المسلمين
إنّ الوحدة هي الكفيلة لحفظ كيان الأمّة وتماسكها، وترسيخ وجودها، وتثبيت أقدامها. . وبأنّ التوحّد والترابط، والتآلف والتماسك، هي مصدر القوّة والغلبة، ومنبع القدرة والمنعة. . وأنّ القوّة أمر ضروري لحفظ الشرائع والمبادئ. . والوحدة مصدر قوّة، وفي الحج نجد هذه القوة، حيث إنّ الحجّ ليس مجرّد فريضة تهذّب النفس، وتعصم السلوك، بل هو أيضاً عنوان للاُخوّة الإنسانية العامة عبر التاريخ حول مسألتي العبودية لله، واجتناب الطاغوت، وذلك بشتى الأساليب التي تتناسق فيما بينها لتؤكد هذا المضمون الوحدوي العظيم في الحج، ومسلك وخطّ جميع الأنبياء، وإعطاء القوة للأمة.
وقدتابعت الثورة الإسلامية في إيران هذا الخط، وأكَّدت على لزوم إعادة الدور الحقيقي للشعائر الإسلامية، كصلاة الجمعة، والحج، باعتبارهما من أكبر المجالات المحققة للإحساس بضرورة الوحدة في هذه الأمة.
إنّ الحج فريضة إلهية، لها أبعاد توحيدية كبيرة، وهي مؤتمر كبير يجمع المسلمين من كل الأقطار، متحدة نحو قبلة واحدة، في طاعة إله واحد، مستنين بسنة الرسول الأكرم (ص) .
الخلاصة والنتيجة
كانت تلك نظرة موجزة عن البعد التربوي والإجتماعي للحج الذي فرضه الإسلام، وأدّاه الرسول (ص) واستوت على أساسه سيرة أئمة الدّين، وحفطة الشريعة الإسلامية، إستناداً على الكتاب والسنة، وعلى ضوء أفكار علماء المسلمين ومفكريهم، لاسيَّما الإمام الخميني الراحل، و لاشك إذن في كون أي حجّ يفتقد هذه الروح وذلك العقل، وتلك الأبعاد وغيرها من الآثار والمعطيات، مهما بلغت درجة