15
التاسع: مفهوم الإله عند الوثنيين
يظهر من بعض الآيات أنّ الإله عند المشركين عبارة عمن ينصر العبَدةَ في الشدائد والملمّات، ويورث لهم عزّاً في الحياة.
قال سبحانه حاكياً عند عقيدتهم: وَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ . 1وقال عزّ من قائل: وَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا . 2وكانوا يسوّون بين الله والآلهة، يقول سبحانه حاكياً عن قولهم يوم القيامة: تَاللَّهِ إنْ كُنَّا لَفِى ضَلالٍ مُبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ . 3فإذا كانت الآلهة المزعومة عند المشركين هو الناصر في الشدائد وواهب العزة، وفي مستواه سبحانه، فلا يراد بها عند الاطلاق إلاّ ما يراد من لفظ الجلالة مجردة عن العلَمية.
ولذلك يردّ عليهم سبحانه في غير واحد من الآيات بأنّ الآلهة لايملكون من شؤونه سبحانه شيئاً.
ويقول سبحانه وتعالى: وَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَ هُمْ يُخْلَقُونَ . 4والآية تدل على أنّ من شؤون الإله هو الخلق، والاصنام فاقدة له.
ويقول سبحانه وتعالى: أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنا لايَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أنْفُسِهِمْ وَ لا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ . 5والآية تدل على أنّ من شؤون الإله هو القدرة والدفاع عن نفسه وعمن يعبده، وآلهتهم تفقد هذه اللوازم والشؤون.