139إلى شارع الغزة، في طريقين مزدوجين، الأيمن منهما للقادم من محبس الجن بحيّ العزيزية، والآخر للذاهب من الغزة إلى حي أجياد.
الجهة الشمالية من المكتبة (المولد النبوي الشريف) أصبح ساحة كبيرة قد مهدت بعد هدم حي شعب علي [بني هاشم] بأكمله، وسوي جبل أبي قبيس في تلك الناحية، فأضحى فضاءاً واسعاً وأرضاً وطية مسفلتة، خصص جزء منها للدفاع المدني، وبعض المرافق الحكومية، ومكاتب لمشروع الحرم الشريف، ومواقف لسيارات بعض الإدارات الحكومية، واستخدمت أيضاً لمعدات البناء في توسعة المسعى، وما تبقى من الأرض خصص مواقف للمواصلات العامة في يوم الجمعة، والمواسم الدينية: رمضان والحج، وموسم العمرة لنقل قاصدي المسجد الحرام للساكنين شمال مكة المكرمة من خلال نفقي المشاة ذهاباً وإياباً.
يمثل هذا الجزء حي بني هاشم التاريخي، حيث يضمّ أماكن تاريخية مهمة في حياة المسلمين ينفذ نفقا المشاة إلى هذه الساحة، وقد كانا سابقاً طريقاً للسيارات، امتداداً لأنفاق العزيزية إلى مشعر الصفا، وقد شيد داخل جبل أبي قبيس في هذين النفقين (الذاهب والآيب) ميضآت عديدة تخدم القاصدين للمسجد الحرام للتطهر للصلاة، وقد كانت أقرب الميضآت إلى الحرم، حيث الخروج منهما رأساً إلى المسجد الحرام من خلال أبواب المسعى على خطوات منه استبدل بهذين النفقين للسيارات خاصة نفقا الغزة، وقد سدت فوهات الحمامات بالخرسانة الجاهزة، لأسباب أمنية، حيث تقع هذه الميضآت بأسفل جبل أبي قبيس الذي شيدت القصور الملكية فوقه مباشرة.
أصبح موقع المولد النبي الشريف المبارك (مكتبة مكة المكرمة) - وهو بناء قديم متهالك - بارزاً في هذه المنطقة، وقد كسي أسفله بالرخام الملون ضمن تبليط الساحة الشرقية للحرم الشريف.
وحتى العصر الحاضر (عام1430ه-) لا يزال المبنى على وضعه القديم منذ إنشاء المكتبة عام 1370ه.
سبق الكلام على هذا الموقع المبارك لدى الحديث عن عناية الملك عبد العزيز بالأماكن التاريخية في مكة المكرمة، ورأي العلماء في الإبقاء عليه، واستغلاله بطريقة حضارية، وقد خص بتأليف